الحاكوز...طقوس موروثة تقاوم النسيان

الكاتب : الجريدة24

13 يناير 2021 - 11:20
الخط :

أمينة المستاري

الحاكوز أو الحاووز...تختلف التسمية لكن تتشابه الطقوس...هي عادة دأبت على إحيائها مجموعة من المناطق، عرفت بتزامنها أيضا مع آخر يوم من السنة، وإعلان عن فاتح السنة الفلاحية أو السنة الأمازيغية يأملون أن تكون أفضل من سابقتها، من خلال عادات لا زالت تقاوم رافضة الموت والنسيان."

الكثيرون يتذكرون بعض تلك العادات، لاسيما المناطق القروية التي لم تنسى يوما عاداتها، وينتظر الأطفال قدوم المناسبة بفارغ الصبر، لتشكيل مجموعات حسب الأعمار، ويتم التنقل بين المنازل مع إنشاد " أباينو" للحصول على بعض الجوز، الحمص، الرمان..إما منتوجات عرفت بها المنطقة أو سكر...أي كل ما قد يدخل الفرحة لقلوب الأطفال.

وتختلف مقاطع النشيد أو "أباينو" حسب طريقة استقبال الأطفال " ابانو صالح و الحاكوز لبارح ابانو تيلة و الحاكوز الليلة "، "باش عيدت هذ الدار بالحولي ددكار"..."أباينو طاطا عايشة ، أباينو طيبت خبزة، ...".، وعند رفض أهل الدار يعبر الأطفال عن سخطهم بالقول : "باش عيدت هذ الدار بالكراع دالكيدار " ..

لا تكاد تختلف الكلمات من منطقة لأخرى، وتشترك أيضا تلك المناطق بعادة "الشعالة" حيث يجتمع الأطفال ويقوم كل واحد بإشعالها ويفوز من تستمر شعالته أكثر مدة، ويصبح مكان تجمعهم مضاء حيث يقومون بالتلويح بها بشكل دائري.

ويسبق "الحاكوز" يوم "الدشيش"، وهو طبق عبارة عن دقيق أو مسمد الشعير، وتقوم الأسر بشراء الكركاع أو الجوز والحمص...وتقديمه للصغار خاصة، حتى تظل تلك العادة مترسخة في عقولهم وذاكرتهم كعادة وموروث ثقافي.

وحسب المعتقدات الشعبية، فالحاكوز كائن لا يكاد يرى بالعين المجردة بحجم ناموسة، تدخل من الشقق أو نوافذ الأطفال وهم نيام وتتجول بينهم تراقب بطونهم تقرر حسب كمية تناولهم الدشيش هل تعود مرة أخرى أو تفتح بطونهم بسكينها.

وتقوم الأمهات بوضع علامة بالفحم الأسود على بطون الأطفال ممن عرفوا بعدم الانصياع لتعليمات الأمهات  وكل من وجد في الصباح العلامة يبكي وتستغل الأم أو الجدة الفرصة لتقديم النصائح التي تريدها والمواعظ وتنصحهم بعدم الأكل الكثير ليلة الحاكوز...وفي اليوم الموالي "يوم الحاكوز" يعد النساء الحمص المسلوق ويخلط بالزيت وبعض الأعشاب كل حسب عاداته، والكرص أو "الكحاح" بتعبير أهل المناطق الجبلية الذي يخلط بالكركاع واللوز، السفنج، خبزة بالكركاع والزبيب، الشعرية بالحليب أو الكسكس بالحليب والأملو" تاكلا"...

آخر الأخبار