ليلة النطق بالحكم على المتسببين في فاجعة شاطئ زناتة

الكاتب : الجريدة24

04 مارس 2021 - 12:30
الخط :

أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الدرالبيضاء الستار عن قضية فاجعة زناتة، لتضع نهاية لمأساة ضحايا الهجرة السرية عبر شاطئ زناتة والتي تسبب في مصرع العديد من الأشخاص غرقا وهم يحاولون الوصول إلى الديار الاسبانية، وذلك بعدما وزعت أحكاما سالبة للحرية وصلت لقرن وخمس سنوات على المتورطين فيها.

أطوار هذه القضية التي هزت الرأي العام الوطني، والمعروفة إعلاميا بفاجعة زناتة انطلقت في شهر شتنبر من سنة 2019، بعدما فقدت عائلات الضحايا أزيد من 18 شخصا بعرض البحر إثر انقلاب الزورق المطاطي وسط البحر ما حوله لمقبرة جماعية تلفظ جثث الغرقى الذي تم التعرف عليهم تارة و صعب التعرف عليهم تارة أخرى نظرا لحالة التحلل التي طالت أجسامهم الصغيرة، نظرا لحداثة سنهم وكونهم شباب في ربيع العمر، غالبيتهم تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة.

القصة المؤلمة بدأت قبل سنتين بعدما عزم مرشحون ينحدرون من منطقة قلعة السراغنة الهجرة على مثن زورق مطاطي في اتجاه اسبانيا بمساعدة 7 أشخاص،إلا أن محاولتهم ستبوء بالفشل نتيجة عطل أصاب القارب الذي تقاذفته الأمواج بعدما كان على متنه حوالي 50 مرشحا، ليرجع منظموا هذه العملية وبعض "الحراكة" أدراجهم صوب الشاطئ عن طريق السباحة، فيما لقي العديد منهم حتفه غرقا، ليتم العثور لاحقا على "الزودياك" الأسود اللون بطول 8 أمتار، وعلى 20 حاوية بلاستيكية تحتوي على مادة البنزين وآلات لنفخ القارب المطاطي وصدريات للسباحة.

قبل وقوع هذه الكارثة اتصل مجموعة من الشباب بصهر أحد المنظمين كان يعمل على استقطاب الشباب الراغب في الحلم الأوروبي مقابل 25000درهم، ملقب ب"مول الكاميو"، وهو الأمر الذي نجح به بالفعل، بعد التحاق مجموعة من الشباب بكوكبة المرشحين للهجرة السرية ليصلوا إلى منطقة مديونة حوالي الساعة الرابعة عصرا حسب الاتفاق المسبق، بعد أداءهم مبلغ العملية، ليجلسوا بإحدى المقاهي بالمنطقة المذكورة في انتظار غروب الشمس غير أبهين بما سينتظرهم، وفي حدود الساعة 8 مساء عمل الوسيط صاحب سيارة نقل البضائع الخضراء اللون على حملهم، متوجها بهم صوب شاطئ زناتة لركوب الزورق المطاطي الذي كان في انتظارهم.

وفور وصولهم طلب منهم منظموا عملية "الحريك" حمل نحو 20 برميل من الوقود، سعة كل واحد منهم تصل ل 25 لتر من أجل تأمين رحلة "الموت"، ليركبوا بعدها القارب وهم حوالي 50 مرشحا، ظنا منهم أن حلم الوصول للضفة الأخرى سينجح.

وما هي إلا ساعات قليلة على وقوع الحادثة حتى باشر رجال الدرك الملكي التحريات التي كشفت أن الأشخاص الذين ساهموا في تنظيم عملية" الحريك" سبق وقاموا بتهجير مماثلة ناجحة لمرشحين من نفس المنطقة والفقيه بنصالح للديار الاسبانية.

آخر الأخبار