هل تحرك النيابات العامة القانون الجنائي لمطاردة بطلات "روتيني اليومي" ؟

الكاتب : الجريدة24

06 مارس 2021 - 05:30
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

تحولت أجساد نساء وعريها، رأسمالا بخسا، لكنه ضامن لربح وفير من محتويات تافهة مخلة بالأدب والأخلاق العامة. نساء مستعدات للتفريط في كل شيء لأجل كسب المال وتصدر "طوندونس" يوتوب في "روتين يومي" فاضح ومقزز.

تكشفن عن مفاتنهن وتعرضن ما برز في أجسادهم، بضاعة مثيرة وسلعا جالبة للمتابعات ومنمية لدخل فردي استثنائي. تضعن المال مبتغا مهما كانت خسائر سمعتهن وردود الغاضبين الرافضين تحول أجسادهن بضاعة في سوق يوتوب.

وجوه مكشوفة

"لم تعد لبعض النساء وجوه تخجل لما تقوم به من عرض علني للمفاتن في مشاهد العري الإلكتروني. يعوزهن الاحترام والتربية ويصورن أنفسهن في أوضاع خادشة لسمعتهن وشرفهن وهن ينقلن روتينهن اليومي الفاضح" تقول إلهام الباين رئيسة جمعية التعاون الثقافي ومساندة المعاقين.

وضع أخلاقي لا يرضي أحدا وتتفرق مسارات تحليله بين رافض له وباحث عن مبررات ولو لم تكن مقنعة، طالما أن في ذلك حل اجتماعي لفقر يدفع الكثير من النساء للارتماء في حضن "روتيني اليومي" وتعرية أجسادهن طواعية ودون إكراه، لأجل المال وعيونه التي أعماها الطمع فيه وفي الانعتاق من الفقر.

"الطموح والرغبة في تحسين المعيشة والترقي الاجتماعي وامتلاك السيارة وأفخر الأفرشة والملابس والعطور، يدفع الكثيرات للانخراط في إنتاج هذه المحتويات الإلكترونية التافهة والمخلة، مختصرات يومياتهن فيما فتن في أجسادهن" تشير إلهام مؤكدة أن "كثير النساء لا يرضين العيش في ظل واقع الفقر".

طموح نساء "روتيني اليومي" جارف يواجهه قبول ذكوري غامض ومغلف بشعارات الحرية، أو رضى بالأمر الواقع من طرف "رجال حاصلين وما قادينش يجاريو طموح عيالاتهم، وهذ الشي للي كيعطينا بحال فتيحة وراجلها" تقول إلهام في تفاعلها مع التدافع المجتمعي في علاقته بظاهرة "روتيني اليومي".

صفعة الفقر

"هل يدري من يسبنا ويرفض تصويرنا الروتين اليومي في حياتنا، مقدار مرارة العيش التي نتجرعها يوميا؟، هل يعلمون حجم معاناتنا لتوفير قوتنا وأبنائنا؟" تتساءل فتيحة واحدة من أشهر صاحبات قنوات "روتيني اليومي"، مستغربة الهجوم عليهن دون مراعاة الظروف الاجتماعية التي دفعتهن لذلك.

"راه واصلة للعظم، مطعونين فجوارحنا وماشي غير فشرفنا. هد الشي فرضاتو علينا الظروف"... عبارات تختصر بعضا من كثير مما تتجرعه نسبة كبيرة من صاحبات "روتيني اليومي" اللائي يلجئن إلى تلك الحيلة للكسب بأقل مجهود وعناء في غياب بدائل تمكنهن من توفير الشروط الأدنى للعيش الكريم.

من يستمع لفتيحة متحدثة في فيديوهات تبرر فيها سر انجرافها وراء هذه الموجة، قد يقتنع بأسباب اجتماعية مرتبطة بالظاهرة وتتشارك فيها حالات كثيرة اختارت العري وإبراز المفاتن مما ظهر أو خفي من الجسد، حيلة ناجعة لاستمالة عيون متتبعين غارقين في كبت إلكتروني مشجع ومحفز.

بكاؤها دليل على ما تعانينه من صراع داخلي بين القبول بوضع يبدو شاذا، ومراعاة السمعة والعائلة والمجتمع، حتى ولو قبل المحيط بذلك اقتناعا أو على مضض كما في حالة الزوج المعتقل لتعنيفه زوجته بسيدي يحيى زعير، ولو كان ذلك على الهواء مباشرة، في مشهد قد يكون مصطنعا بحثا عن الطوندونس.

جدل وتدافع

لم يقتصر إقبال الجنس اللطيف على تصوير لقطات إباحية في قمامة "روتيني اليومي" تزامنا مع القيام بأنشطة عادية وروتينية، بل ابتليت بالظاهرة وجوه مشهورة قد لا يكون الفقر والوضع الاجتماعي، دافعا يحركها. ومن ذلك الشيخة تراكس الباحثة عن دخل إضافي في محتوى روتينها اليومي.

تزايد رقم قنوات يوتوب المتخصصة في مثل هذه المحتويات، خلق جدلا احتد في مواقع التواصل الاجتماعي في هاشتاغات تنوعت عناوينها ومن أشهرها "شوهتو ريوسكم" وتوازيها دعوات لإيقاف بعض الأسماء المشتهرة بتصوير فيديوهاتها المخلة والتافهة ونشرها بحثا عن المال والطوندونس.

التبليغ عن مثل هذه المحتويات الإباحية، سلاح لم ينفع في وقف النزيف، بل زاد في رقم متابعي تلك القنوات والمتفاعلين معها، في ظل ارتفاع الأصوات الداعية للتعامل بالحزم اللازم ووقف نزيف التفاهة الإلكترونية واتخاذ كل الإجراءات القانونية الصارمة في حق منتجي تلك الفيديوهات المخلة.

ويعاقب الفصل 483 من القانون الجنائي، كل من ارتكب إخلالا علنيا بالحياء مثل العري المتعمد أو البذاءة في الإشارات والأفعال، بالحبس النافذ من شهر واحد إلى سنتين وبغرامة من 120 درهما إلى 500 درهم.

آخر الأخبار