المتعاقدون..المطلب المشروع في التوقيت الخطأ !

الكاتب : الجريدة24

10 أبريل 2021 - 04:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

لا أحد يجادل في أحقية الأساتذة المتعاقدين في الاحتجاج والدفاع عن مطالبهم بإلغاء التعاقد وترتيب الأثر الإداري والقانوني لترسيمهم موظفين عموميين تابعين لوزارة التربية الوطنية، وبنفس حقوق سابقيهم للقطاع.

هو حق مطالب به وما تضيع حقوق لطالبيها، بالاحتجاج أو دون حاجة إليه في حالة تفهم الجهة المعنية بتثبيته دون حاجة لشارات احتجاج ولا وقفات ومسيرات وتدافع وعنف. الاحتجاج أيضا حق. لكن هل يتناسب التوقيت والظرفية، مع تكثيف أشكال الدفاع عن هذا الحق أهلا في تثبيته؟.

إلغاء التعاقد والاحتجاج حق، لكنه قد يكون في توقيت خطأ بالنظر إلى الظروف الإستثنائية التي يعيشها العالم جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. ثمة أشكال للاحتجاج ولفت انتباه مسؤولي وزارة التربية الوطنية التي يبدو أنها فشلت في تدبير ملف يرتكز على مطلب بسيط خاصة في زمن أمزازي ولو باختيار سياسة الهروب إلى الأمام عوض النزول لطاولة الحوار وطي صفحة العناد طالما أن المصلحة والظرفية تقتضي مراعاتها من طرف الجميع أساتذة وتنسيقيتهم ووزارة ومسؤوليها.

لن نختلف في أحقية هذه الفئة في الاحتجاج طلبا للترسيم وإلغاء التعاقد الباطل الذي أريد به باطل أو العكس. لكن لماذا يصر المحتجون للنزول للعاصمة والخروج في مسيرات ولو تصدت العصي لأي محاولة للتقدم إلى الأمام، كما فرملة تحقيق المطالب، أو تحملت أجسامهم ألم العصا وكلفهم ذلك اعتقالات ومتابعات؟.

كان يمكن أن يستعيض الأساتذة عن مركزة الاحتجاج بالرباط، مراعاة للظرفية، وذلك بأشكال احتجاجية حيث يعملون من قبيل حمل الشارة والاحتجاج لمدة لفتا للانتباه ولعدم هدر الزمن المدرسي وحفاظا على ما تبقى من المدرسة العمومية التي يدافعون عنها ويبرمجون ذلك ضمن مطالب بياناتهم.

من له مصلحة في تأجيج الوضع، أحقا العدل والإحسان كما يروج لذلك، أم هو الحماس دفاعا عن مطلب إلغاء التعاقد، المطلب البسيط الذي لا يحتاج كل هذه الضجة إن تفاعلت الوزارة بإيجاب معه عوض الهروب إلى الأمام من واقع لن يخدم أي جهة.

يضرب الأساتذة ويمركزون غضبهم بالرباط ولو أن الظرف قد لا يسمح بذلك، وتتعنت الوزارة ويهدر الزمن المدرسي في زمن أهدرت فيه كورونا كل أزمنة وجداول الحصص وقلصت مدتها وتوقيتها ونسبة استيعاب التلميذ الذي يبقى أكبر ضحية في تدافع غير محمود العواقب بين أساتذة حالمين بالترسيم ووزارة غافلة عما يمكن أن تتطور إليه الأوضاع من تأثير سلبي على موسم دراسي بات وشيكا من البياض.

آخر الأخبار