نصيحة إلى تبون رئيس أحسن منظومة صحية في إفريقيا.. "مُدَّ رجليك على قدر سجادتك"

الكاتب : انس شريد

24 أبريل 2021 - 04:30
الخط :

وددنا وكنا سنحب نحن المغاربة ومعنا العالم أن ينعم الشعب الجزائري الشقيق بأحسن منظومة صحية في المغرب العربي وإفريقيا، وكرهنا أشد الكُره أن نرى بأم أعيننا عبد المجيد تبون الرئيس الذي نزل بمظلة في قصر "المرادية" يكذب ويكذب في هذا الشأن.. حتى تحاصره الظروف ويطلب لنفسه العلاج في ألمانيا ولصنيع العسكر إبراهيم غالي في إسبانيا.

ولم يكد ينس العالم ما تبجح به عبد المجيد تبون وهو يقول بعظمة لسانه في لقاء صحفي "الجزائر تتوفر على أحسن منظومة صحية في المغرب العربي وإفريقيا.. أحب من أحب وكرِه من كَرِه.." حتى قُدِّرَ لهذا العالم أن يتملَّى بتلاشي أكاذيب الرئيس الذي ثبت أنه يقول ما يُلَقَّنُ له دون أن يدرك إن كان حقيقيا أو زائفا.

ولم تستطع المنظومة الصحية التي ادعى عبد المجيد تبون بأنها الأقوى بين نظيراتها في المغرب العربي وإفريقيا، أن تتحمل استشفاءه وزعيم انفصاليي "بوليساريو" من فيروس كورونا، الذي جعله يلجأ إلى ألمانيا استجداء للتطبيب لمدة تنيف عن الشهرين، قبل أن يلقى إبراهيم غالي بعد أشهر قليلة من عودته نفس المصير ويستجدي علاجه من الفيروس المستجد في إسبانيا.

وكان عبد المجيد تبون، قد توسل لكل من ألمانيا وفرنسا لقبول إبراهيم غالي كنزيل مريض في أحد مستشفياتهما لكن توسله قوبل بالرفض ما جعله يلجأ إلى إسبانيا التي نزلت عند طلبه مكرهة لـ"أسباب إنسانية" ومشفقة على الانفصالي الذي تلاحقه شبهات ارتكاب إبادة جماعية وجرائم إنسانية.

وفيما يدرج المغاربة والجزائريون على قول "اللسان ما فيه عظم" فإنهم يعنون بذلك أن للمرء لسان قد يقول به ما يحلو له، غير أن كلام من يشغلون مناصب المسؤولية أمثال عبد المجيد تبون يلزم أن يكون منزها عن العبث، فكيف الحال إن لم يفقه العابثون شيئا آخر غير العبث واللا مبالاة بما يندُّ عن شفاههم من كلام حتى ولو أنه يرهن صورة وسمعة بلد بأكمله أصبح محط سخرية لاذعة في مواقع التواصل الاجتماعي.

وانشغل رواد العالم الافتراضي بالمقارنة بين ادعاءات الرئيس الجزائري وحقيقة الواقع التي تكذبها وتذروها مثل الهباء ما جعل من الخرجة الإعلامية التي كان قررها عبد المجيد تبون، في عز جائحة "كورونا" لقول "نحن هنا" ردا على المغرب لطخة سوداء في صحيفة النظام العسكري والرئيس الذي جيء به صوريا.

وجنت هذه الـ"نحن هنا" على النظام الجزائري الذي فشل في تدبير الأزمة الصحية التي فرضتها "كوفيد-19" بعدما انصرف إلى الكلام بدل مجاراة المملكة المغربية التي أبانت عن حنكة في تدبير الأزمة الصحية واعتمدت على مواردها وقدراتها الخاصة لإنتاج الكمامات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعية وشغلت العالم كنموذج يحتذى.

ولعبد المجيد تبون لا ضير من تلقينه مثلا بلغاريا بليغا "مُدَّ رجليك على قدر سجادتك".. فهل يعقل الكلام؟

آخر الأخبار