يوتوب خارطة طريق الثروة والشهرة

الكاتب : الجريدة24

30 أبريل 2021 - 10:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

اكتشف مغاربة في "يوتوب" مداخيل استثنائية ساعدت الكثير منهم على تدبر أمورهم، بل تحول بعضهم لأثرياء في زمن قياسي نتيجة ما يجنونه من أرباح من صناعة محتويات وبثها في قنواتهم واستمالة اهتمام المتتبعين، حتى ولو اقتضى الحال ضرب التقاليد والعادات المغربية الأصيلة.

وتحول يوتوب وسيلة يتسابق الجميع للكسب بها ومنها ولو بمحتوى مبتذل أو تافه خاصة أمام الإقبال غير المسبوق الذي تعرفه مثل تلك المحتويات التي تركز عادة على كشف المستور أو البارز في الجسد ومفاتنه وعرضها للعلن بوجه مكشوف أو بأقنعة لا تخفي هويات صاحبات القنوات.

هذا الأمر ملاحظ بالخصوص في مختلف قنوات "روتيني اليومي" الأكثر جرأة وفضحا لعورات نساء رأسمالهن مؤخرات مكتنزة وأرداف مشتهاة وصدر بنهدي بارزين، ونشرها علنا وأمام جمهور مكبوت متعطش استبدل مواقع أفلام البورنو بما تقدمه قنوات "ما عنديش حاجة نخبيها".

إقبال الجمهور محدد في استمرار مثل هذه القنوات وتكاثرها وانتشارها الواسع وتحقيق بعضها أرقاما خيالية من الإعجاب والتفاعل، يزيد من دخل صاحباتها ويرفعها بشكل خيالي أحيانا، كما مع ظواهر نسائية أخرى يروجن التفاهة التي يقبل عليها التافهون وما أكثرهم عددا.

جرأة "صحابات روتيني اليومي" تزداد في ارتباط وطيد مع ارتفاع مداخيلهن. لكن ذلك لا يمنع من الاعتراف بوجود قنوات نسائية محترمة تقدم للمتتبع محتويات لا تنجرف وراء موجة التعري، خاصة فيما يتعلق بالطبخ ونقل الحياة اليومية في بساطتها بعيدا عن كشف المؤخرات.

بطلات روتيني اليومي، لسن وحدهن من تكتسحن يوتوب، بل أصبح وجهة طبقات اجتماعية أخرى حتى المشاهير منهم، بمن فيهم الفنانون في مختلف الألوان الإبداعية ممن يعوضون خسارة كبدتهم إياها منذ أكثر من عام، بإنشاء قنوات أنعشت مدخولهم وعوضهم عن تلك الخسارة.

كثير من الفنانين لجأ إلى هذه الحيلة للكسب وتعويض خسارة كورونا، وأنشئوا قنوات بمحتويات محترمة غالبيتها فيها إبداع، بل حققوا نجاحات، وقلة قليلة من الفنانين لم يجربوا هذه الحيلة والوسيلة للكسب، ومنهم من يكسب من يوتوب أكثر مما جمعه في مساره الفني.

ولن نتكلم عن نجاحات سعد المجرد وما حققته أغانيه من إقبال في يوتوب، ولا عن باقي المغنين ممن اختاروا هذه الطريقة، بل ولج الميدان ممثلون في السينما والمسرح يعرضون سكيتشات لا يكلفهم إنتاجها كثيرا، بديلا عن التلفزيون خاصة ممن تجمدت علاقتهم بالقناتين.

كثير هي الأسماء التي لجأت لليوتوب لتعويض أزمة تسببت فيها كورونا، ومنهم ممثلون بسطاء ومشاهير رغم أن مداخيل بعضهم لم تتقلص كثيرا أمام استمرار عرض ما ينتجون في القناتين، وقس على ذلك حسن الفذ وجواد السايح وآخرون كثيرين ذكورا وإناثا.

لكن الملفت للانتباه في يوتوب، هو ولوج فئة عريضة من ذوي السوابق للميدان، فيما يشبه التوبة، حيث عمد كثيرهم لإنشاء قنوات يقدمون فيها محتويات مختلفة يحكون في غالبيتها قصصهم وحياتهم في السجن وظروف ارتكابهم للجرائم المدانين بها أو علاقتهم بأخطر المجرمين.

بهذه الطريقة يكسبون مالا لم يتوفر لهم سابقا، ليصبح يوتوب خارطة طريقهم للتوبة والابتعاد عن الجريمة، على غرار فئات أخرى أصبح هذا الموقع بنكا برصيد ضخم لهم فيه موطأ قدم بما يجنونه من أرباح من عدد المشاهدات والإشهار المنشور في فيديوهات ينتجونها بوجه مكشوف ودونه.

آخر الأخبار