بعدما اقتربت نهايته.. الانفصاليون يتصارعون على كرسي غالي

بعدما تم نقل زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى اسبانيا في حالة صحية حرجة من أجل الاستشفاء، اشتد الصراع بين قادة الانفصاليين حول من سيخلف ابراهيم غالي، في قيادة الجبهة، ومعه قيادة النظام العسكري الجزائري الذي يشرف على تعيين الزعيم الجديد.
وأفاد منتدى فورساتين، الذي يشتغل من داخل مخيمات تندوف، أنه استنادا إلى "مصدر خاص من المقربين من قيادات الجبهة"، أنه استفحل الصراع بين صقور الجبهة تحسبا لرحيل مرتقب لابراهيم غالي، خاصة بعد ترحيله المفاجئ إلى اسبانيا للاستشفاء من مرضه العضال، بالاضافة إلي إصابته بفيروس كورونا، حسب رواية قادة "البوليساريو".
وأشار المنتدى إلى أن هذه الحرب الخفية (بين قادة البوليساريو) بدت ملامحها تظهر بعد تعدد الخرجات المتكررة والغير المببرة لوجوه كثيرة، منها خرجات البشير الكديديب، و ممثلي الجبهة بأوروبا واسبانيا والأمم المتحدة، ثم خرجات ما يلقب ب"وزير الداخلية"، وتسارع ازلام بعض القيادات في الخروج لتلميع صورة قيادات على حساب اخرين.
وفي ظل الأزمة التي تعاني منها "البوليساريو" ظهرت بعض قيادة الجبهة وكأنها هي التي تتحكم في بعض القرارات، من قبيل ممثل الجبهة بأوروبا، ثم سيدي عمار، ممثل الجبهة في الامم المتحدة، يغرد خارج السرب، بإخراجه لبيانات خارج السياق، يخاطب من خلالها بشكل فردي الصحراويين، كمحاولة منه لتقمص دور المدافع عنهم امام المنتظم الدولي، همه الوحيد والاخير، هو كسب دعم في الحصول على منصب، امام اي تعديل مرتقب في الجبهة، وفي المقابل سجل "فرساتين"، غياب أو تغييب بعض الوجوه الأخرى عن الواجهة، من قبيل محمد ولد السالك.
وفي ظل هذا الصراع، انتقلت قيادة جبهة تندوف إلى مرحلة فض بعضهم وتوريط بعضهم البعض، من قبيل خرجة ما يسمى بوزير داخلية البوليساريو، مصطفى سيد البشير، الذي دشن خرجات متوالية، للتخفيف تارة من تداعيات غياب غالي، وتارة من اجل الدفاع عن "انجازاته" وتبرير إخفاقه في الحد من مظاهر الجريمة بالمخيمات، والدفاع عن قراراته. واعتبر منتدى فورساتين أن "الغاية من كثرة الخرجات، هي أن يصبح وجها مألوفا لدى المحتجزين في المخيمات، طمعا في كسب قاعدة شعبية تؤهله للدفاع عن حظه في أفق تعديل مرتقب في صفوف القيادة".
ولفت "فورساتين" إلى أن البشير مصطفى السيد، حاول تفنيد تواجد غالي بإسبانيا، مع تأكيد تواجده بالجزائر، غير أن قيادات اخرى تعمدت تكديب روايته بأساليب غير مباشرة، والهدف من التكديب هو توريطه اكثر، وقد تورط فعلا أمام الأتباع.
بينما ولد البوهالي الذي لا يفوت فرصة من اجل الظهور بثوب العسكري المحنك المدافع عن الكفاح المسلح، اكتفى بالاستيلاء على منطقة اشركان القريبة من بئر مغرين، والمعروفة بالذهب وبأنشطة التهريب.
وأبرز فورساتين أن مليشيات البوليساريو المسلحة في الميدان "لم تعد مهتمة، كما غيرها، بما يسمى "البلاغات العسكرية"، وأنها أصبحت مقتنعة بالفخ الذي نصب لهم من طرف ابراهيم غالي وبعض القيادات المسلحة، أدى لتوريطهم في حرب غير متكافئة، وتعريضهم للخطر، وانتظار الموت في سبيل ارضاء متطلبات القيادات المدنية.
وتابع المصدر ذاته أن المليشيات أصبحت على قناعة تامة بأن اعلان قادة جبهة تندوف الحرب الوهمية، ما كانت الا لتقديمهم قرابين لجلوس الجبهة على طاولة المفاوضات.