ملابس الأطفال في العيد... مقياس اهتمام الأسر الفاسية

فاس: رضا حمد الله
تنتظر الأسر الفاسية قدوم العيد، بشوق ولهفة لما تكتسيه الاحتفالات به من نكهة خاصة حيث تنشط حركة بيع الملابس. وتكمن بهجة وحلاوة العيد، في فرحة وسعادة الأطفال بالخصوص الذين يتلهفون لارتداء ملابسهم الجديدة وقد ارتسمت على وجوههم الصغيرة ملامح البسمة التي تعم أحبتهم وذويهم.
مساواة الأسر
كل الأسر المحدودة الدخل منها والراقية، تضرب ألف حساب لهذه المناسبة السعيدة عن طريق تدبير موارد مالية "استثنائية" لها. وما أن تقترب ليلة القدر، حتى تهرع الأسر الفاسية التي اعتادت شراء ملابس تقليدية جديدة لأبنائها وبناتها كل عيد، إلى مختلف أسواق المدينة العتيقة لفاس للتبضع وفق إمكانياتها.
"كل واحد كيشري على قد فلوسو"، و"الفوارق الاجتماعية يمكن تلمسها من خلال ألبسة الأطفال خلال العيد" تقول جمعوية مؤكدة أن خياطة أو شراء جلابة وشراء "شربيل" للطفلات، أمر ضروري واعتادت عليه كل الأسر دون أن يمنعها ذلك وإدخال الفرحة لبناتها، لا الفيروس ولا غيره من الظروف الاجتماعية ولو صعبت.
فاطمة شابة اعتادت تجهيز أختها الأصغر كل عيد، أملا في إدخال البهجة إلى قلبها وإسعادها. وتؤكد أن لون وشكل هديتها تبقى مجهولة لدى المعنية والجيران الذين "اعتادوا استنساخ البذل التي أخيطها لها في هذه المناسبة". وأكدت أنها تكفلت بتزيين يدي أختها بنفسها في ليلة القدر التي تكتسي الاحتفالات بها ألوانا مختلفة.
تنافس الأسر
وأكدت صديقتها التي كانت تشاركها السير بأسواق حي السعادة، وجود تنافس بين الأسر والأطفال فيما يتعلق بألبسة العيد، إلى حد "التباهي". وبالرغم من الظروف الاجتماعية للأسر وتباينها بين واحدة وأخرى، "الجميع يشتري ألبسة العيد" لكن "كل واحد على قدو وقياس جيبو" على رأيها.
وترى أن الإقبال والطلب على ألبسة العيد، يزيد "الرواج التجاري لدى التجار والخياطين الذين بالكاد يلتزمون بطلبات الزبناء ويعتبرون مثل هذه المناسبة فرصة لا تعوض لادخار مبالغ مالية مهمة"، في ظل ازدياد الإقبال على الألبسة التقليدية بكل أشكالها وألوانها، خلال العيد خاصة الجلابيب و"القفاطن" و"الشرابل" والقبعات.
وتؤكد خياطة من حي السعادة أن" لكل ذوقه الذي يختلف على حسب ما يدخره من مال لهذه المناسبة". وتشير إلى أن عملها يزداد إتعابا خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المعظم، حيث" كل الزبناء يريدون خياطة ملابسهم في موعد محدد، ما نضطر معه إلى العمل أحيانا ليل نهار حتى لا نخلف وعودنا لزبنائنا الدائمين منهم".
عادات متأصلة
"ألبسة الأطفال الذكور والإناث منهم، هي الأكثر طلبا من قبل الزبناء، ارتباطا بعادات الفاسيين الذين اعتادوا شراء ملابس جديدة لأبنائهم والطواف بهم في الحدائق والساحات العمومية ونقش أيدي الصغيرات منهم بالحناء وأخذ صور تذكارية لهم" تؤكد الخياطة نفسها في استرجاع لعادات وتقاليد ضاربة في القدم.
كل ذلك من أجل إسعادهم بملابس جديدة عادة ما تكون تقليدية ويتم إلباسهم إياها صباح العيد تماما كما يفعل مع العرسان والعرائس وزيارة الأهل والأحباب، كما تؤكد مساعدتها التي تشير إلى أن الإقبال يزداد على ملابس الأطفال من طرف الأسر التي "كتنسا ريوسها وتفرح الأولاد لأن فرحة الأبناء من فرحة النفس".
وتؤكد أن "تافطة" و"لانكازا" و"لاسوا" و"المليفة"، هي أكثر الأثواب إقبالا عليها لخياطة إن "القفطان" أو "الجلباب" و"الجابادور" والذي يختلف باختلاف مداخيل الأسر، فيما تفضل أخرى شراء حاجياتها وطلبياتها جاهزة دون انتظار طول مدة الخياطة وانتظار الدور وفراغ الخياطة للانكباب على إعداد الطلبية.