هكذا اتبعت إسرائيل متطرفيها حتى أظلوها السبيلا وقدموها طعمة سائغة لإيران !

الكاتب : عبد الإله سخير

15 مايو 2021 - 11:02
الخط :

تكاد تكون إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم، التي يصغي قادتها للمتطرفين ممن يصدقون نبوئات الحمقى والمعتوهين، على حساب قضايا البلد الإستراتيجية.

لم تستفد هذه الدولة المحتلة لفلسطين من دروس التاريخ، وهي تقدم على تنفيذ مخطط يقف ورائه متطرفون، عبر السماح لثلة منهم باقتحام أولى قبلة للمسلمين مسجد القدس الشريف، مع ما يمثله المكان وزمن الاقتحام من رمزية لدى غالبية المسلمين والعرب على السواء.

آخر انتفاضة قام بها الفلسطينيون وساندهم فيها عموم العرب والمسلمين وأحرار العالم، كانت بسبب الحماقة التي قام بها أحد زعمائها الهالكين ارييل شارون، الذي حاول دخول مسجد القدس، في خطوة لم يسبقه إليها غيره.

غاب عن العقل الذي يدير إسرائيل حاليا ان خرافة إعادة إقامة هيكل سليمان مكان القبة الخضراء، مسرى نبي الاسلام، المكان الذي يتوق اليه ملايين المسلمين عبر العالم، هو نقطة الانعطافة التي فعلت الطفرة التي ظهرت بها المقاومة الفلسطينية حاليا.

إن صواريخ حماس والجهاد الإسلامي إيرانية الصنع والتقنية، ما كان للرأي العام الدولي او العربي ليقبل بسقطوها على رؤوس الاسرائليين، لو لم تقدم إسرائيل على انتهاك حرمة المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، وترحيل احياء سكنية مجاورة له تلبية لرغبة يهود متطرفين.

لقد عولت إسرائيل على اتفاقيات السلام التي عقدتها مع عدد من الدول العربية، دون أن تنتبه أنها أخلت بأحد أهم شروط وبنود هذه الاتفاقيات وهي عدم المساس بالوضع القانوني القائم بالأراضي المقدسة، مما يجعل الدول التي عقدت معها تلك الاتفاقيات في حل من أمرها.

ان الدول التي وقعت مع  إسرائيل ووافقت على إعادة العلاقات معها، لم يكن ذلك مجرد توقيع شيك على بياض، كما إن الدولة العبرية لم تدرك أن التطبيع يقيدها هي اولا، ويحد من مستوى مناوراتها في المنطقة، اذ لا يحق لحليف ان يكون سبب أذى لباقي الحلفاء.

ان الخطوة الرعناء التي أقدمت عليها إسرائيل عرضت محورا كاملا للخطر، بعد أن قدمته هدية سائغة لمحور إيران.

دول الخليج وحلفائها الذين يواجهون إيران منذ الحضارة الفارسية القديمة، يدركون جيدا أن إسرائيل لا يمكن لها أن تشكل أي حماية لهذا الحلف، بعد ان صارت هي نفسها تحت رحمة نيران إيران.

كيف ذلك؟

لقد استطاعت إيران أن تبسط هيمنتها الكاملة على "إمارة" غزة، وحولت باطن ارضها إلى أكبر مستودع لصواريخها وراجماتها، وما مئات الصواريخ التي تقصف معظم مدن اسرائيل، ما هي إلا بروفة لما تعده الدولة الفارسية للدولة العبرية.

لم يعد سرا أن الصواريخ المملوكة لفصائل المقاومة الفلسطينية – حماس والجهاد الإسلامي- هي صواريخ دخلت من سوريا وبوساطة كاملة من القائد الإيراني الهالك قاسم سليماني قائد لواء القدس.

إسرائيل بنيت وقام تفوقها بسبب طفرة العقل العلماني، وليس الديني المتطرف الذي سيتسبب لا محالة في نكوصها وهزيمتها التاريخية أمام محور إيران.

العقل الديني المتطرف لا ينتبه  إلى كون التقدم والتفوق الحضاري، يأتي نتيجة طفرة شبيهة بالطفرة التي تظهر بيها فيروسات كورنا المتحورة التي ترفض الاستسلام لمقاومة البشر.

على إسرائيل أن تدرك أنها تواجه طفرة مقاومة فريدة، وتستعد ليوم الحساب، بعد أن أخلت بواجبها وبعهودها، وأحرجت حلفائها الذين ضاقوا ذرعا بما يصنعه متطرفوها الذين أظلوها السبيلا.

آخر الأخبار