فلسطين.. بين فعل المغرب و"جيمات" رياض محرز

الكاتب : الجريدة24

16 مايو 2021 - 12:30
الخط :

 

هشام رماح
بين فعل المملكة المغربية الأبية إزاء القضية الفلسطينية والشعارات الفضفاضة للنظام الجزائر المهلهل.. لن يتيه الكثيرون ليكتشفوا من يزايد ويتاجر بالقضايا ومن يتسامى عن اللعب على الوتر لأغراض مبيتة دنيئة.

بين المساعدات الإنسانية التي أرسلها المغرب، تحت جنح ليل أمس السبت للفلسطينيين حتى يستقووا في معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي، وبين من يراهن في الجزائر على 700 ألف "J’aime" حصدتها تغريدة لرياض محرز لاعب "مانشستر سيتي" كدعم لفلسطين.. يتبدى الفرق.

ويظهر فرق شاسع لا يستطيع النظام الجزائري رتقه ولا مداراته بتدوينات أزلامه المتنطعين من قبيل "خديجة بن قنة" أو "حفيظ الدراجي" خديما الأمراء والجنرالات على حد السواء.. الفرق شاسع لأن المغرب يبادر في صمت ولا يملأ الدنيا زعيقا حتى يظهر للعالم أنه البلد الذي يجده الأشقاء إلى جانبهم.. وفي ما قامت به المملكة تجاه لبنان شهر رمضان وقبلها بسنوات لفك الحصار عن قطر ما يؤكد على ذلك.

وفيما أعطى الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس تعليماته السامية بإرسال مساعدات إنسانية لفائدة الفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة، فإنه لم يسمع للنظام الجزائري ولأبواقه صوت وهم الذين كسروا رؤوس العباد وصدعوها بأنهم لن يتخلوا عن فلسطين لآخر رمق.

ولسخرية القدر لم يتأخر الابتلاء من االله في السماء وفتحت النيران على الفلسطينيين ونزلت الشهب على رؤوسهم فأين نظام العسكر العجائز من دعم فلسطين والفلسطينيين؟

الجواب واضح، وما يوضحه أكثر ما خرج به سياسيون جزائريون، يدورون في فلك الشرذمة الحاكمة في الجارة الشرقية، وهم يتدافعون ليتبجحوا أن "ابنهم" رياض محرز ساند فلسطين وغرد عبر "تويتر" بأنه يدعم فلسطين وهذه التغريدة حصدت 700 ألف "جيم".

ويكشف فيديو لمقتطف من مهرجان خطابي في الجزائر، بثته قنوات عربية، كيف سمح سياسي مغرر به لنفسه أن يحاول التغرير بأبناء الجزائر وهو يساوي في كلمته بين الـ700 ألف "جيم" لرياض محرز وجهاد المرابطين هناك في فلسطين تحت النار!!!

فطوبى للفلسطينيين بدعم النظام الجزائري وقد صرف لهم الـ"700" ألف "جيم التي حصدها رياض محرز في ما وصفه السياسي بالوعاء الافتراضي الذي يضم النجوم ووووو.. والكثير من الهرطقة والـ"بلا بلا" التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقي من قر أو حر.

إنها مهزلة ما بعدها مهزلة.. فقد اتضح جليا أن قضية فلسطين والفلسطينيين لا تهم النظام الجزائري إلا متى أراد أن يتوسل بهم للتنفيس عن العقدة المغربية وثقلها الجاثم على صدورهم.. وقد استطاب هذا النظام الهجين ملأ الدنيا زعيقا وولولة من ذي قبل دون أن تسمع لهم مبادرة تكشف أنهم مسكونون بهَمِّ فلسطين.

فعلا "اللي حشمو ماتو".

آخر الأخبار