باجي: التطورات الأخيرة في علاقة المغرب بكل من ألمانيا وإسبانيا تدل على أن المملكة قوة صاعدة يصعب تجاوزها

الكاتب : انس شريد

16 مايو 2021 - 11:00
الخط :

لا تزال التطورات الدبلوماسية الأخيرة للمملكة مع كل من إسبانيا وألمانيا، اللتان تعتبران ذات تأثير كبير على القرار السياسي وما يرتبط به داخل الاتحاد الأوروبي، تلقي بظلالها على مشهد مستقبل العلاقات بين المغرب وأوروبا، وذلك بالنظر إلى العلاقات التاريخية على مستوى مختلف المجالات التي تربط الطرفين، وخاصة الدور الريادي للرباط في ما يخص التعاون الأمني والاستخباراتي وظاهر الهجرة السرية.

وقال رشيد باجي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق- الدار البيضاء بجامعة الحسن الثاني في تصريح للجريدة 24، إن المغرب وبناء على تقييمه للعلاقات المغربية الألمانية ولمواقف برلين ذات الصلة، نهج سلوكا لم يكن معتادا لا سيما حيال دولة تعتبر من أقوى الاقتصادات العالمية وقائدة للاتحاد الأوروبي، حيث مع وجود فارق كبير بين الدولتين على المستوى الاقتصادي والمكانة الدولية، فإن الرباط تحلت بجرأة وثقة في النفس وتعاملت مع دولة ألمانيا الاتحادية الند للند.

وأكد باجي، أن هذا السلوك لم يأتي من فراغ، فالمغرب يعي جيدا أن الميزان التجاري بين البلدين هو في صالح ألمانيا حيث أنه في سنة 2019 استوردت ألمانيا من المغرب ما قيمته 1.4 مليار أورو وصدرت إليه منتجات بقيمة 2.4 مليار أورو، مع العلم أن أكثر من 300 شركة ألمانية متواجدة بالمغرب.

وأبرز باجي، أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء لم يثر حفيظة فقط ألمانيا، بل كذلك إسبانيا التي كان موقفها مثيرا للإستغراب، ويحمل في طياته نبرة استعمارية لم تكن متوقعة بالمرة، وكأن مدريد أرادت أن تكون تسوية هذه القضية تحت وصايتها ومباركتها مشيرا إلى أن السلوك الاسباني أظهر أن مدريد لها أجندة إقليمية غير معلنة وأهداف خفية، وأن تسوية هذه القضية وخروج طرفي النزاع بنتيجة رابح رابح، سينهي الابتزاز الاسباني للمغرب سياسيا واقتصاديا، وسيخلص المغرب من تلك الحصى التي توجد في حذائه، وتعرقل مسيرته التنموية التي قد تجعل منه قوة إقليمية اقتصادية تنافس اسبانيا أو تتجاوزها.

وأكد باجي أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق- الدار البيضاء بجامعة الحسن الثاني، أن ما قامت به الولايات المتحدة من فعل متمثل في الاعتراف بمغربية الصحراء أثار ردود أفعال، أغلبها كانت إيجابية باستثناء الموقف الاسباني والألماني، وأكثر من ذلك فقد منح الموقف الأمريكي للمقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي مصداقية أكثر على الصعيد الدولي، وأظهر جدية المغرب في حل هذا النزاع الذي طال أمده.

وشدد المتحدث ذاته، أنه يتوجب على الدبلوماسية التي أبانت عن كفاءتها، المحافظة على المكتسبات والسعي لإفشال كل الضغوطات التي تماس على الإدارة الأمريكية الجديدة وإخراجها من تلك المنطقة الرمادية، على اعتبار أن العلاقة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، هي ليست علاقة بين حكومات متعاقبة وإنما هي بين دولتين بينهما روابط تاريخية تمتد إلى أكثر من ثلاثة قرون

آخر الأخبار