جمعيات بأنزا تنتقد استهداف المدينة بمشاريع تتخن جروحها "البيئية" 

الكاتب : الجريدة24

18 مايو 2021 - 09:15
الخط :
 

أمينة المستاري

 

"إلى ما قدوه الفيل نزيدوه الفيلة"...بهذا المثل وصف أحد ساكنة أنزا خبر عزم السلطات بأكادير نقل المطرح الجماعي للمدينة، من الحي المحمدي إلى منطقة إتقان بتدارت وأنزا العليا.

خبر نزل كالصاعقة على ساكنة المنطقة والجمعيات، التي كانت تتطلع إلى التفاتة تنموية للمدينة وخروج من بؤرة التلوث التي تحاصرها منذ سنوات، خاصة التلوث البحري والبري والهوائي، ودفعت الساكنة فاتورة الإقلاع الاقتصادي لأكادير ولجهة سوس ماسة، وتحملت تبعات هدا التلوث وانعكاس آثاره على صحة ساكنة أنزا تدارت، التي استوطنت أجسداها، أمراض السيلكوز والربو بما كان ينْفُثُه معمل الإسمنت ليل نهار، طيلة 65 سنة الماضية، ومعامل تصبير ودقيق السمك وتعبئة الزيوت والهيدروكاربوات، و فاتورة بيئة أشد وطأة إثر القذف المتواصل معامل الحي الصناعي بأنزا ومربع الميناء الجديد، للملايين من الأمتار المكعبة من مياه الصرف الصحي دون أدنى معالجة، وما زاد الطين بلة، إحداث المحطة "المشؤومة" لمعالجة العادمة، التي يبنيت رغم معارضة الساكنة، لتضخ مياه عادمة في خرق لبروتوكولات المعالجة التي تم الترويج لها سابقا، حسب بلاغ للجمعيات المدنية أصدرته.

الجمعيات استنكرت في بلاغها استهداف المنطقة بشتى الطرق، فمن تدمير ممنهج وغير عقلاني للموروث الجيولوجي للمنطقة بسبب مقالع معمل الإسمنت الفظيعة أو عدة مقالع أخرى، والتي تمكنت من تشويه معالم منطقة تدارت أنزا وأنزا العليا، وذلك في تحلل غريب من قوانين المقالع التي تجبر مستغليها على حماية جوانبها وإعادة إصلاحها والإسهام في إنبات شجر الأركان و توطين الوحيش الغابوي، يأتي دور جرح بيئي آخر لنقل المطرح إلى منطقة إتقان، لتتخم جراح أنزا.

الساكنة ممثلة في جمعياتها عبرت عن رفضها القاطع لعملية النقل، مهما كانت نوعية النفايات، وطالبت بجبر الضرر الذي خلفته مقالع معمل الإسمنت، وانتقدت محاولات السلطات إلحاق الضرر بالمنطقة وساكنتها من خلال برمجة "مشاريع الضرر البيئي والجيولوجي دون أي وازع قانوني أو اجتماعي"، ودعت إلى التفكير جديا في إحداث مشاريع تنموية تراعي الخصوصية السوسيوثقافية للمنطقة لمحو اثار الترحيل القسري لإعادة إيواء دور الصفيح.

آخر الأخبار