بعد جريمة آسفي.. بنزاكور: القانون يعاقب من لم يقدم المساعدة والإنسان يفضل الفرجة

الكاتب : انس شريد

20 مايو 2021 - 10:30
الخط :

أثارت الجرائم التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المغربي الكثير من التساؤلات والنقاش حول بشاعتها، فرغم كل الجهود القانونية والردعية التي سخرتها الدولة للقضاء على الجريمة بمختلف أنواعها، إلا أن المغاربة ما زالوا يصطدمون بحوادث بشعة تلو الأخرى، يتم تصويرها عبر الهواتف دون التدخل في الأمر لإنقاذ الشخص الذي يتعرض للاعتداء، آخرها جريمة قتل شاب بطريقة بشعة بمدينة آسفي، بعدما دخل الضحية في نزاع مع مرتكب الفعل الجرمي بسبب قضية اغتصاب شقيقته.

وفي هذا الإطار قال أستاذ علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور في تصريح للجريدة 24، إن هناك دراسة أجريت قبل 3 سنوات حول سلبية تصوير وأخذ لقطات لمشاهد تشكل خطر على الآخر، والقانون يجرم هذه المسألة وعدم مساعدة الإنسان في حالة خطر وانقاذه، يصبح الأمر مخالفا ويعاقب الشخص، وهنا يطرح السؤال لماذا الإنسان وصل إلى درجة من السلبية؟ .

وأضاف بنزاكور، أنه أولا من الناحية النفسية فإن الإنسان يفضل الفرجة، وبالتالي فهل هي تدخل في سياق الشهرة التي سببتها مواقع التواصل الاجتماعي؟ والتي لها ارتباط مباشر بالعملية، ووفق الدراسات فقد أصبح الهم الوحيد للأشخاص الذين يقومون بتصوير الفيديوهات المتعلقة بالجرائم هو نسب المشاهدة، حيث أصبحت صورة مرضية اليوم، وبالتالي فإن الشهرة وارتفاع المشاهدة الذي يبحث عنها بعض الأشخاص جعلهم يستبيحون كل الأشياء التي كانت ممنوعة، من بينها أعراض الناس مثل روتيني اليومي والجرائم المصورة في الشارع.

وأكد أستاذ علم النفس الاجتماعي، أنه عند تظافر أشكال الفرجة مع شرط تلبية الرغبات واختيار ما بين تحقيق الرغبة وما هو ضمير وواجب، فان المواطن حاليا أصبح يميل إلى الرغبات، وهذا يجعل الامر يتكاثر بسرعة، والذي يقوم بعكس ذلك يسمى بطل، وهذا الأمر لا يتعلق بالبطولة، بل هو واجب وطني تجاه المواطن الذي في حالة خطر أو يحتاج للمساعدة.

وأضاف المتحدث ذاته، أن مفاهيم البطولة والشهامة تغيرت اليوم، وأصبحت مرتبطة بأول شخص سيقوم بتصوير الفيديو ويربح نسب المشاهدات من خلاله.

وأوضح بنزاكور أن المسالة الثالثة وهي التعليقات التي تكون حول مضمون الفيديو، وهي محفزة ومشجعة لتكريس مثل هذه السلوكات بكون أن الجميع مهتم بهذا الحدث، ويصبح المقطع ينتقل كالنار في الهشيم لجميع رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وتابع بنزاكور، أن الإشكال هو أن المثقفين المغاربة لا يتحدثون عن هاته الظاهرة التي أصبحت تشكل خطرا على المواطن، بالإضافة إلى أنه يجب القيام بدراسات أكاديمية حول الموضوع، وهذا أمر مهم بكون أن الدراسات هي التي تجذب الدولة للقيام ببرامج واستراتيجيات وطنية لمحاربة والحد من هاته الظاهرة.

وأبرز المتحدث نفسه، أن المغاربة أصيبوا بمرض الربح السهل، كيف ما كان المضمون وهذا الفكر كرس قضية السلبية، وعدم ردة فعل المواطن أمام الجريمة. وبخصوص كيف يمكن تجاوز أو تغيير هذا التشكل الفكري المجتمعي المطبع مع مشاهد الجريمة خصوصا لدى الناشئة، أشار بنزاكور إلى أن الأنترنت أصبح ظاهرة اجتماعية بامتياز، وأنه لا يعقل ألا تصبح مادة تدرس في المدارس المغربية من خلال كيفية التعامل معها لكي يتم فهم مثل هذه المبادئ بكونها انتقلت من الحياة الواقعية إلى الافتراضية، وبالتالي فإن الانسان الذي كان في الواقع سيلجأ للعالم الافتراضي، لهذا أصبح من الضروري أن تقوم الدولة المغربية بتعليم أبنائها كل ما يهم القيم الإنسانية والمجتمعية وتطوير الآليات من أجل انهاء السلبية والمشاهدة التي تكون بدون فائدة.

وشدد أستاذ علم النفس الاجتماعي، على أن الوزارة المالية بقيادة محمد بنشعبون يجب أن تقوم باتخاذ مجموعة من الإجراءات من ناحية فرض الأرباح والضرائب حول جودة مضمون المحتوى، وكذا ضرورة تعزيز دور الأمن ليس فقط على المستوى الواقعي ولكن حتى على المستوى الافتراضي، من خلال تشديد الرقابة على الفيديوهات التي توثق للعنف، والتي تؤدي في النهاية إلى التطبيع مع الجريمة.

آخر الأخبار