لزرق: المغرب متسلح بالقانون الدولي في أزمته مع إسبانيا ومدريد أكثر حاجة للرباط

تتوالى الردود القوية للدبلوماسية المغربية، فيما يخص المغالطات التي تصر عليها الجارة إسبانيا في الأزمة الحاصلة بين البلدين، بسبب استضافة زعيم ميليشيات “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي.
وفي هذا الإطار قال رشيد لزرق أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدستوري، في تصريح للجريدة 24، إن المغرب أصبح أكثر قوة وحزم فيما يخص العلاقات الدبلوماسية تجاه الأزمة الحالية مع إسبانيا، بكون المملكة متسلحة بالقانون الدولي، وإسبانيا حاليا أكثر حاجة للمغرب.
وأكد لزرق أن إسبانيا ليست من صالحها استمرار خلق الأزمات بكونها أكثر حاجة للمملكة، بكون الأخيرة ممكن أن تنهج مجموعة من الأشياء ستشكل ضررا على إسبانيا، من بينها قطع التعاون الأمني، ويمكن أن يلغي الاتفاقيات الخاصة بالهجرة، وقد تصل إلى حدود قطع العلاقات الدبلوماسية، كون أن المغرب دستوريا ملزم بالدفاع عن الوحدة الترابية والحفاظ على المصالح العليا للبلاد.
وأضاف ذات المتحدث، أن السفيرة بنيعيش من خلال تصريحها الأخير، وضعت النقط على الحروف وأرادت إماطت اللثام على المغالطات التي يصدرها بعض المسؤولين الإسبان عن قصد، وضغطت في اتجاه إبراز مدريد لمواقفها في مختلف القضايا المشتركة لها مع الرباط، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، لاسيما وأن إسبانيا هي المستعمر السابق لأقاليمنا الجنوبية والعارف بخبايا هذا الملف.
وأبرز المتحدث ذاته أن عدم التحرك السابق لإسبانيا تجاه قضية زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي أثبت للمغرب أن إسبانيا سقطت في فخ الفضيحة فيما يخص نظامها السياسي وضربت نزاهة قضائها، مبرزا أن البلاغات التي قامت بها المملكة كانت في صالحها، مضيفا أن هذا الأمر دفع عدد من الجمعيات الإسبانية والغيورين على مسألة حقوق الإنسان إلى الاحتجاج أمام مستشفى سان بيدرو في لوغرونيو، وحمل عدد من اللافتات ترفض استقبال زعيم "البوليساريو" مكتوب عليها "إبراهيم غالي أنت غير مرحب بك في إسبانيا"، وكذا المطالبة بالحكم عليه بأقصى العقوبات بعد ارتكابه عدة جرائم من بينها الاغتصاب والتعذيب في حق أفراد يحمل بعضهم الجنسية الإسبانية.
وأكد لزرق أن المغرب امتاز إلى حدود اللحظة بدبلوماسيته وببرود الأعصاب والرزانة على اعتبار أنه في الاجراء الأول طالب باستفسارات وتوضيحات من الحكومة الإسبانية، حول قضية استضافة زعيم "البوليساريو" والتكتم على ذلك.
وفي حال السماح بمغادرة إبراهيم غالي، شدد رشيد لزرق على أن التفاعلات داخل الرأي العام الإسباني بخصوص حدوث مثل هذا الأمر، قد تؤدي إلى اسقاط الحكومة الإسبانية على اعتبار ما قامت به، هو أقرب لحرب العصابات وهذا الأمر يضرب قيم احترام النظام الديمقراطي والمؤسسات، وبالتالي فإن مسألة فصل السلط يمكن أن تطرح بشدة داخل اسبانيا.