حكومة إسبانيا تلجأ لدبلوماسية الأقوال دون الأفعال

هشام رماح
فيما يرجح أن يكون الانفصالي إبراهيم غالي قدم عبر تقنية الفيديو إفادته أمام "سانتياغو بيدراز" القاضي بالمحكمة الوطنية الإسبانية على الساعة 8 و30 د بتوقيت غرينتش، فإن الأزمة بين المغرب وإسبانيا أبعد ما يكون عن الحل ما دامت الأخيرة تتغاضى عن التعاطي بكل شفافية مع مطلب المغرب في توضيح أسباب وخلفيات استقبال الانفصالي للعلاج في مستشفى "سان بيدرو" بـ"لوغرونيو".
وتبدو الأزمة التي نشبت بين المغرب وإسبانيا أبعد من أن تخمد قريبا، في ظل مداراة الحكومة الإسبانية للحقيقة وإخفاقها في إبداء حسن نواياها تجاه المملكة التي تعد شريكا استراتيجيا للجارة الشمالية ومعها الاتحاد الأوربي الذي حاولت إسبانيا جره إلى المعمعة، إذ بدلا عن تقديم توضيحات بشأن المؤامرة التي نسجت مع الجزائر و"بوليساريو" ضد المملكة، اختارت حكومة "بيدرو سانشيز" الهروب إلى الأمام واعتماد دبلوماسية التصريحات التي تروم من ورائها تلطيف الأجواء والتي تظل أقوال جوفاء دون تحري الأفعال.
في هذا الشأن، خرج "فيرناندو غراندي مارلاسكا"، وزير الداخلية الإسبانية، اليوم الثلاثاء، ليكرر القول بأن "المغرب وإسبانيا شريكان مهمان تربطهما علاقات أخوية"، وهو التصريح الذي ينسجم مع ما تقدم به "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة، أمس الاثنين، بقوله "إن إسبانيا تعد أفضل حليف للمغرب في الاتحاد الأوربي"، كما أوردت صحيفة "إلباييس".
محاولة الإسبان إغراق السمكة، أعقبت تصريحات ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الاثنين والتي أكد من خلالها على أن "المغرب لا يقبل بازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد"، وأنه "يتعين على مدريد أن تعي بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وعلى بعض الأوساط في إسبانيا أن تقوم بتحيين نظرتها للمغرب".