"المصباح" ينطفئ أمام "الجرار" قبل شهرين من بداية الانتخابات

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

04 يونيو 2021 - 11:20
الخط :

خسر حزب العدالة والتنمية معركة انتخابية ذات أبعاد سياسية أمس، وذلك على بعد شهرين من بداية الانتخابات العامة بالبلاد، بدء أعضاء الغرف المهنية في غشت وأعضاء أعضاء المجالس الترابية في شتنبر، قبل مجلس النواب في أكتوبر من العام الجاري.

ويتعلق الأمر بخسارة البيجدي معركة ملء مقعد شاغر في مجلس المستشارين الذي جرى انتخابه على مستوى مجلس جهة سوس ماسة، بعدما كانت المنافسة منحصرة بين مرشح العدالة والتنمية ومرشح الأصالة والمعاصرة.

وتحالفت جميع منتخبي الأحزاب السياسية بهذا المجلس ضد مرشح البيجدي، بما فيها حليف البيجدي بهذا المجلس، حزب التجمع الوطني للأحرار، لتصوت لصالح مرشح الأصالة والمعاصرة، ما مكنه من نيل المقعد الشاغر بمجلس المستشارين، في انتخابات تحمل أكثر من دلالة سياسية.

الأكثر من ذلك، صوت عدد من مستشاري البيجدي ضد مرشح حزبهم في هذه الانتخابات، إذ أعلن قيادات من البيجدي بجهة سوس ماسة عن تصويت بعض مستشاريهم لصالح مرشح الأصالة والمعاصرة، وهي من الأمور التي لم تعود عليها البيجدي، وبدأت تظهر بين الفينة والأخرى في صفوف البيجدي.

البرلمانية وعضو مجلس جهة سوس ماسة، أمينة ماء العينين قالت إن التحالف لدعم مرشح الأصالة والمعاصرة في هذه الانتخابات، تم على المستوى المركزي، وهو استمرار لتحالف ظهر مع نقاش القاسم الانتخابي، نقاش أسقط التمايز بين الأغلبية الحكومية والمعارضة البرلمانية كما أسقط معاني الالتزام في التحالفات المحلية.

واعتبرت أن تحالف الجميع ضد حزب العدالة والتنمية، بما فيهم حزب الاستقلال الذي ضحى الحزب ومنحه مقعدا برلمانيا في مجلس المستشارين تم إسقاطه فيما بعد، وبما فيهم حزب الأحرار الذي يسير الجهة بدعم من البيجيدي الذي تصدر الانتخابات وحصل على أكبر عدد من المقاعد، كل ذلك يدعو حزب العدالة والتنمية لاستخلاص العبر سريعا، يقول المصدر.

ونبهت إلى أن عدم تصويت بعض أعضاء البيجدي بالمجلس لمرشح الحزب، حيث أعلن بعضهم استقالته من الحزب محتفظا بموقعه في الجهة، في حين لم يصوت بعضهم دون إعلان موقف قبلي وتردد إشاعات الالتحاق بأحزاب أخرى، والتي تؤكد بداية ظهور ظاهرة عدم الالتزام الحزبي داخل العدالة والتنمية أو دينامية الانتقالات إلى أحزاب أخرى، (نبهت) إلى أنه "لا يمكن مواجهتها بالصمت أو الاستخفاف أو منطق "أرض الله واسعة".

وشدد على أن كل المؤشرات والمعطيات المذكورة "يؤشر على وضع غير سليم تعددت أسبابه التي خضنا فيها مطولا داخل الحزب دون أن تقنع جزء كبيرا من قيادة الحزب، ولذلك ظل التفاعل مع الظاهرة خجولا، حتى أن فئة من المناضلين المغادرين لا يتم الاتصال بهم لمجرد معرفة أسباب انسحابهم أو اقناعهم بالبقاء لحاجة المشروع لهم ولنضاليتهم".

آخر الأخبار