أخنوش وكنز سرغينة !

الكاتب : الجريدة24

05 يونيو 2021 - 05:30
الخط :

فاس: رضا حمد الله

تتذكرون، من دون شك، حكاية كنز سرغينة، لما أخرج شاب الناس في يوم رمضاني حار، طمعا في ثروة مدفونة في جبال لا تنتج إلا "الشيح والريح"، قبل أن يستفيقوا على كذبة تاريخية.

لعب ذاك الشاب المشكوك في قواه العقلية، على الطمع طعما لاستدراج ناس أغراهم بكنز وهمي تبخر بعد ساعات من الحلم والانتظار والتسلق في جبال وعرة المسالك، وكذلك يفعل سباسيون يوهمون الناس بوعود وكنوز مستقبل ضبابي الرؤية، دون أن يدروا أن حبل الكذب قصير وقد ينقطع ويسقط الجميع في الهاوية حيث لا مجال للنجاة.

مرد هذا الكلام ما ورد أمس في تصريحات عزيز أخنوش رئيس التجمع الوطني للأحرار، من وعود انتخابية أشبه بوعود شاب سرغينة تلك القرية المهمشة في عمق بولمان، طمعا في حشد الدعم لبرنامجه والنجاح في الانتخابات ولو أن الشبه واضح بين كنز سرغينة وذاك لأخنوش.

لعب أخنوش على الوتر الحساس عازفا سمفونية لن تغري أو تطرب من يعي أن العبرة بالملموس لا ما ينسج في الخيال أو يعلق بحبل متهالك وبعيدا عن العين والمتناول.

الشبه بين وهم كنز سرغينة ووعود أحنوش، قائم، فمن يروح للحلم قد يكسب الثقة مؤقتا، لكن الماء يكذب الغطاس المتباهي، ولو أن الموعود به الناس، إن بتلك القرية البئيسة أو كل الوطن، قد لا يحرك إلا أطماع الطامعين الحالمين بقليل الفتات من المكاسب والحقوق على بساطتها.

تعويض المسنين والأطفال المتمدرسين والتشغيل ورواتب المعلمين وغيره مما وعد به أخنوش أمس، طعما لمحاولة إستمالة الناخبين الغافلين، للتصويت على حزبه في الاستحقاقات المقبلة أمام فقدان الثقة بين المواطن والسياسي، التي قد تزيد بمثل هذه الخرجات غير المؤسسة وغير محسوبة العواقب والنتائج.

ما قاله أخنوش ليس جديدا، فهو كائن وموجود، ولو غلفه بغلاف الجديد بلا جدة طالما أن المستقبل لا يعلم ظروفه إلا الله. لكن المثير والغريب، أن يتناقض هذا السياسي مع نفسه، فقبل 3 سنوات وعد بتشغيل مليوني شخص، واليوم يقلص الرقم بالنصف، وكأن ذاكرة المغاربة مثقوبة لا تتذكر ما توعد به خاصة فيما يتعلق بالجرح العميق المؤلم الجميع، وهما الفقر والبطالة.

من يريد تصدر الانتخابات عليه أن يكون صادقا مع نفسه قبل الآخرين، وأن لا يكذب او يوهم الناس بما قد لا يتحقق كاملا او جزئيا، حتى لا تتحول وعود أخنوش وغيره من السياسيين، إلى كنز مدفون في ذاكرة لا تنسى وليس فقط بين جبال قرية محتاجة وسكانها لحقن إنعاش لا كذب مساء يمحيه الصباح لما ينبلج فجر الحقيقة.

آخر الأخبار