هكذا كذب العسكر الجزائري على التاريخ بلا خجل

الكاتب : الجريدة24

12 يوليو 2021 - 02:00
الخط :

من المسلمات، أن أكثر الناس كذبا أكثرهم في الكلام عن نفسه.

ومن بين هؤلاء الجنرالات الهرِمة التي تسوق الجزائر نحو الهاوية والتي تدعي مجدا لا يناله أحد بالكلام فقط وتمرير الأكاذيب والركون إلى الافتراء لتبرير البقاء في السلطة والزيادة في مص ضرع الجزائر بعدما جف.

وما دام العسكر يرهن بقاءه في السلطة بتخويف الجزائريين من "البعبع المغربي" انبروا في "مجلة الجيش" للادعاء أن "الجيش الجزائري كان بمقدوره التدخل في المغرب على مرتين أو على الأقل مساندة العسكر الذين كادوا أن يعصفوا بالتاج المغربي ويطيحون بملكهم ويزيحونه من سدة الحكم في انقلاب "الصخيرات" عام 1971 وبعده بسنة واحدة في انقلاب الجنرال أوفقير، ولكن الجيش الجزائري لم يتربى على الخيانة والغدر وأبى أن يتدخل في شؤون الغير".

يا سلام.. وهنيئا للمغرب بهكذا جارة تراعي حقوق الجوار وتنافح للحفاظ على العروة التي تجمع بين الشعبين المغربي والجزائر!!!

لو أن التاريخ لا يدون ولا يوثق، كان بمقدور العسكر الجزائري الكذب وتمرير هذه الفِرْية، كما أن الاستناد إلى الترهات والكلام الفارغ ليس كالاستناد على الحقائق المدموغة بالوثائق والتي تفيد بأن النظام الملكي المغربي هو من حمى دماء المجاهدين الجزائريين وبذل لأجلهم الغالي والنفيس لكسر نير الاستعمار الذي أحاط بالجارة الشرقية لأزيد من 132 سنة.

التاريخ يحتفظ بحقائقه، ولن ينفي أن المغرب ظل، وعلى مدى طويل جدا، ملاذا آمنا للمجاهدين الجزائريين ومعينا لا ينضب من السلاح من أجل رفعه في وجوه المستعمرين، تحت قيادة الملك الراحل محمد الخامس بعدما استبشرت حينذاك جبهة التحرير الوطني الجزائرية خيرا في استقلال المملكة.

كذلك، لن ينمحي ما هو مدون في صفحات التاريخ من دسائس محمد بوخروبة "بومدين" ومعتنقي أفكاره البائدة والمستندة على خسة وتنمر يتفرد بهما وقد عض اليد التي مدها المغرب إليه، وقرر تعلم الرجولة في المملكة فلقنته درسا قاسيا حول معنى الرجولة الحقيقية.. ليندحر مهموما مغموما ويجعل مبلغ همه وهم من اعتقدوا به النيل من المغرب.. وتلك أمانيهم التي لن تتحقق البتة.

ويبدو أن بلاغة الجهل التأمت لدى الجنرالات في الجزائر، فبدلا من الخوض في ما يهم مستقبل البلاد راحت "مجلة الجيش" تخوض في الأكاذيب وادعاء "العفة"، مع قلتها الجلية أمام العيان، تجاه المغرب وليبيا ومالي، والحال أن الواقع يتنافى تماما مع ما حرره كتبة العسكر على أوراقها.

إن ما جاء على "مجلة الجيش" في الجزائر يستحق أن يصنف ضمن حكايات العجائز التي يحكينها للصبيان قبل أن تنام.

آخر الأخبار