خبير جيو-سياسي فرنسي: المغرب شريك لا محيد عنه لفرنسا وأوربا في مواجهة الأخطار المحذقة بهما

الكاتب : الجريدة24

01 أغسطس 2021 - 09:00
الخط :

هشام رماح

تسنى للمغرب بعد إصلاحات عديدة أن يعيش ربيعا عربيا بصيغة مغايرة عن الخريف الذي خيم على العديد من البلدان العربية التي هبت عليها الأعاصير من كل حدب وصوب.

التفرد المغربي في خضم تجربة عمت شتى الأقطار من الخليج إلى المحيط، جعلت المحلل الجيو- سياسي "آيمريك شوبراد" يكتب كتابا متميزا رصد من خلاله مظاهر استقرار المملكة وتطلعها نحو المستقبل تحت قيادة الملك محمد السادس.

ووفق "Le Point Afrique" فقد خطت أنامل الفرنسي "شوبراد" كتاب " Géopolitique d'un Roi" (جيوسياسية ملك) بعدما عنت له الفكرة منذ أن حطت قدماه في المغرب قبل 20 عاما حيث درس الـ"جيوبوليتيك" في إطار تعاون عسكري بين المغرب وفرنسا، وقد عاين عن قرب التحول المؤسساتي والعصرنة التي همت مختلف القطاعات في المغرب بسبب رغبة أكيدة وثابتة لتحقيق ذلك من لدن الملك محمد السادس.

الكتاب أثار اهتمام "Le Point Afrique" وحاوت "شوبراد" حول فصوله وتفاصيله، إذ أكد على أن 20 عاما من حكم الملك محمد السادس أفرزت مغربا خلاقا وطموحا على مختلف المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية، مع تحد واضح يتمثل في إدماج فئة كبيرة من الشباب الذين كانت تواجههم عراقيل عدة من بينها ندرة فرص الشغل.

وقال "شوبراد" إنه يقيم تطور المجتمعات بمقياس التاريخ الطويل بمعزل عن عمى الألوان الغربي الذي ينحاز لتقييم قصير الأمد، ينحو باللائمة على عدم تطور المجتمعات في أمد قريب، محيلا على أن كتابه وضع تحت المجهر التحولات التي همت المغرب وتجند مختلف الفئات في المملكة لإنجاح مسلسل العصرنة والتقدم الاقتصادي، قبل أن يؤكد على أن المغرب وعلى شاكلة المجتمعات الأوربية انخرط في صيرورة العولمة ويواجه أيضا المخاوف من حدوث شرخ كبير بين المتربحين من العولمة والخائبين منها.

واعتبر "شونراد" أن من بين مزايا القوة لدى المغرب، هو أن الملك محمد السادس هو أمير المؤمنين، بحيث يضفي ذلك شرعية ومشروعية دينية على أرض الإسلام، كما أن عاهل المملكة يتبنى رؤية سديدة تعتمد على الإسلام الوسطي والمعتدل المخالف للقراءات المتطرفة للدين وهي الرؤية التي أصبحت نموذجا يحتذى في العالم أجمع.

وفيما عرج "آيمريك شوبراد" على التحولات المجتمعية الرائدة التي عرفها المغرب من قبيل إقرار مدونة الأسرة لإعادة التوازن بين مكونات المجتمع والقضاء على البطالة وعلى الأمية، وهو ما جعل المحلل الجيو- سياسي يؤكد على أن الرؤية العصرية للملك محمد السادس حاسمة وحازمة.

وحسب "شونراد" فإن المغرب لطالما كان قوة إفريقية عظمى وبعودته لحضن الاتحاد الإفريقي فإنه سيؤثر إيجابا على علاقات أوربا مع القارة السمراء التي تعرف نمو ديمغرافيا مهما وتناميا في ظاهرة الهجرة، مشيرا إلى أن استمرار زحف أمواج المهاجرين غير الشرعيين سيجعل أوربا تغلق حدودها كاملة وبشكل فجائي في وجه جيرانها، ومنه تبرز أهمية المغرب كحليف استراتيجي للقارة السمراء سواء في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وحتى التطرف الديني.

ووصف الجيو- سياسي "آيمريك شوبراد" المغرب بأهم قلاع مواجهة الإرهاب في العالم أجمع حيث سبق ولعب دور خط المواجهة مع الأنظمة الاشتراكية خلال الحرب الباردة، وبذلك فالمغرب لا يزال يؤدي ضريبة ذلك عبر القلاقل التي تثار حول قضية الصحراء المغربية.

وأفاد المتحدث مع "Le Point Afrique" بأن المغرب أصبح متعدد الأقطاب فهو قريب من فرنسا ومن الولايات المتحدة الأمريكية وتحتفظ بعلاقات طيبة مع روسيا كما ترتبط مع الصين، قبل أن يختم بالقول أن طبيعة المشاكل الهوياتية والديمغرافية والمناخية التي تعترض أوربا يظل المغرب الشريك الأكثر موثوقية وثباتا لفرنسا ولباقي دول القارة العجوز.

آخر الأخبار