النظام الجزائري بين عقدة المغرب وعقيدة العداء

الكاتب : الجريدة24

24 أغسطس 2021 - 10:20
الخط :

هشام رماح

ما يحرك النظام الجزائري ضد المغرب هو عقدة وليست عقيدة تبنى عليها المواقف، فلو كان الأمر يتعلق بعقيدة لانسجم العسكر مع أنفسهم ولم يكابدوا كثيرا ليعلموا أن المملكة تفعل ما تفعله فوق الطاولة وبأوراق مكشوفة، بخلافهم الذين يدعون معاداتهم إسرائيل ونصرتهم القضية الفلسطينية ولا شيء من ذلك بادٍ للعيان.

ويبدو أن الجزائر وجدت نفسه محاصرة من قبل المغرب من جميع الزوايا تبحث عن خلاصها عبر المضي في معاداته، فأن يلهب العسكر ألسنة المصلين وتخصيص مساجد الله للدعاء عليه بعد إقراره إعادة إحياء علاقاته مع إسرائيل، بدعوى مناصرتها للفلسطينيين جاءت زيارة إسماعيل هنية، ريئس المكتب السياسي لحركة "حماس" للمملكة لتنبه العسكر بأن الأخيرة واضحة في سياستها ولا تلعب على الحبلين بقدر ما تروم التوازن لخدمة القضية الفلسطينية بشكل إيجابي لا التلويح بها ورقة متى استدعت الضرورة ذلك كما يفعل نظام الـ"كابرانات".

واللافت، أن النظام العسكري وبعدما زج قبل ما يزيد عن 280 يوما بمرتزقة "بوليساريو" في مواجهة مباشرة مع المغرب عبر حثهم على عرقلة معبر "الكركرات" البري كان يمني النفس حينها بضعضعة المملكة وهزها لكن الانفصاليين وقبلهم الـ"كابرانات" رأوا بأمهات أعينهم ما لم يسرهم وما جعلهم يتخبطون ويترنحون بحثا عما يزيل عنهم الغمة التي تسبب فيها بواسل المغرب وهم يدحرون جيش "الصندالة" ويرمون بها إلى هناك إلى ما وراء حدود المملكة ليظلوا في عهدة التراب الجزائري.

كذلك، بعد الصفعة المغربية جاءت صفعة دونالد ترامب، التي أتت مدوية وهو يعترف بلسان بلاده الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، فرأى العسكر كيف أن المغرب أعاد إحياء علاقاته مع إسرائيل، ليقرروا إضافة الأخيرة إلى العدو الوهمي الذي طالما أرهبوا به الشعب الجزائري ولينظموا أبيات النحيب والتباكي وإلصاق كل التهم بالمغرب وإسرائيل متى وجدوا أنفسهم محاصرين.. لكن أن يجري اتهامهما بالوقوف وراء الحرائق التي تسببت فيها موجة حرارة عالمية.. فذلك عجب عجاب أسقط فكوك المتابعين وأدهشهم جراء فداحة وفظاعة غباء العسكر.

ولا شك أن الأنباء القادمة من الجزائر لا تخفى على أحد، فالبلاد تحت حكم الـ"كابران" السعيد الشنقريحة وعبد المجيد تبون، الذي وجد كرسي الرئاسة أكبر منه، تعيش خليطا من الأزمات بين ندرة الماء والدقيق والحليب وحتى المحروقات في بلد غني بالثروات النفطية والغازية، ولكل هذا وذاك يظن النظام الجزائري أنه حصل على التوليفة التي قد تقيه غضب الجزائريين وتنهي مشوار جمعات الحراك الشعبي عبر محاولة رص صفوف الداخل لمواجهة عدو الخارج.. رغم أن حرائر وأحرار الجزائر يعلمون أيما علم ومتيقنون كل اليقين أن العدو هو الشرذمة الماسكة برقابهم وتمنع عنهم التصرف في مقدرات بلادهم.

لقد تبددت ثروة الجزائر والأمر ينذر بثورة قريبة لا محالة، وقد انتهى رصيد نظام  عسكري لم يجد حرجا في معاقبة القبايليين وتركهم للنيران عبر رفض مساعدة المغرب لإطفائها.. أما المصالحة بينه والشعب الجزائري تبدو أبعد بكثير عن ذي قبل حين كان مبلغ الشعب الشقيق عدم تحقق العهدة الخامسة لعبد العزيز بوتفليقة.. وبعدما سرت مياه كثيرة تحت جسر الجزائر التي فعل نظامها كل شيء نكل وقتل واستعدى وقاطع ومانع ووو لكنه لم يلتفت إلى مصلحة الشعب ولم يحقق أي نقطة على جدول التنمية.

آخر الأخبار