خلفيات معركة "كسر العظام بين وهبي وأخنوش

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

03 سبتمبر 2021 - 04:00
الخط :

لجأ كلا من حزبي التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، إلى مرحلة كسر العظام، بمناسبة الانتخابات الجارية والسباق نحو كسب معركة 8 شتنبر وبالتالي تصدر المشهد الانتخابي والسياسي والحزبي، للظفر برئاسة الحكومة المقبلة.

وظل حزب التجمع الوطني للأحرار يتجاهل الخرجات الاعلامية لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، اللهم الرد عليها باشارات سياسية خفيفة، إلى أن خرج هذه المرة حزب أخنوش ببلاغ مباشر خص به وهبي وذكره بالاسم، بسبب الخرجة الاعلامية الأخيرة لهذا الأخير، والتي تحدث فيها إلى الاعلام الأجنبي باللغة الفرنسية يوجه فيها اتهامات ثقيلة لحزب أخنوش، منها اسعمال مرشحيه للمال الانتخابي وتوظيف بعض أعوان السلطة في بعض الدوائر لاستمالة أصوات الناخبين وثني بعض المرشحين عن الترشح.

هذه التصريحات الصادرة عن وهبي جلعت المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار يقول إنه "تلقى باستهجان شديد التصريحات الإعلامية الخطيرة الصادرة عن عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة في حق الحزب، والتي تبتغي التشويش على السير الناجح للحملة الانتخابية لحزب التجمع الوطني للأحرار، ونجاحها الجماهيري الواسع في التواصل والتجاوب مع فئات عريضة من عموم المواطنات والمواطنين".

وأضاف أن "فداحة الإتهامات الموجهة للحزب، تتجاوز ضرب صورته مع المواطنين، ومصداقية المؤسسات الوطنية، بل تتعداها لتمس المواطن المغربي في ذمته وكرامته، وبممارسة وصاية وهمية عليه، خدمة لحسابات سياسية مغرقة في الأنانية الحزبية الضيقة".

وعن خلفيات هذا الصراع القوي بين أخنوش ووهبي، لفت أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إلى أن الصراع بين قيادة الحزبين فيه جانب موضوعي، لكن الجزء الآخر له طابع شخصي بين وهبي وأخنوش.

وأوضح الشرقاوي أن الصراع بين الحزبين "ليس جديدا"، وأضاف أن "من تتبع أطوار وتفاصيل انتخابات 2016، يفهم أن الصراع بين حزب التجمع الوطني للاحرار والأصالة والمعاصرة كان قائما، إلا أن "البام" كان قويا حينها واستطاع أن يهيمن على الصراع".

وتابع أستاذ العلوم السياسية بالقول إن "الصراع بين حزبي أخنوش ووهبي طبيعيا لأن الحزبين لهما تاريخ يجلعهما مرتبطين ببعض"، مشيرا إلى أن من بين أبرز خلفيات الصراع القائم بين الطرفين كونهما "يتنافسان على نفس الزبناء الانتخابيين، فضلا عن تقارب أفكارهما وتوجهاتهما السياسية، مما يزيد من قوة الصراع بينهما".

وشدد عمر الشقاوي على أن ما يفسر قوة الصراع بين حزبي "الحمامة" و"الجرار" كونهما "يتطلعان لقيادة الحكومة المقبلة لأول مرة، بالرغم من أن جزب أخنوش سبق له أن شارك في عدة حكومات سابقة، إلا أنهم لم يقدها يوما، لاسيما في ظل الدستور الجديد، والصلاحيات الجديدة الممنوحة لرئيس الحكومة.

واستدرك الشرقاوي بالقول إن لهذا الصراع بين وهبي وأخنوش له بعد "شخصي" أيضا، لكون زعيمي الحزبين أصولهما أمازيغية سوسية، وما يبرر هذا الكلام عدد من التصريحات الصادرة عن الطرفين، لاسيما تلك الصادرة عن وهبي، والتي تفسر أن هناك جانب ذاتي في الصراع، يشير إلى محاولة اثبات الذات.

ولفت عمر الشرقاوي إلى أن زعيمي الحزبين يتسلحان بأدوات يحاولان من خلالها كسب المعركة الانتخابية لصالحه، بحيث يتسلح "البام" بقربه من حزب العدالة والتنمية، وهو التقارب الذي دشنه وهبي منذ جلوسه على كرسي الأصالة والمعاصرة بعد حكيم بنشماش، بينما يتسلح أخوش بالاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري لضمان التوازن في المشهد السياسي.

فضلا عن ذلك، يضيف أستاذ العلوم السياسية، إن أخنوش يتسلح بنتائج الغرف المهنية التي تصدرها، وشريحة واسعة من المرشحين، بعدما تمكن، لأول مرة، أن يحطم حزب التجمع الوطني للأحرار الرقم القياسي من حيث عدد الترشيحات التي تقدم بها خلال هذه الانتخابات، مما قد تعطيه الحظوظ لتصدر الانتخابات المقبلة.

وختم الشرقا،ي بالقول إن الدستور الجديد، بدوره، يحرض على هذا الصراع بين الحزبين بل بين جميع الأحزاب التي تتطلع لتصدر الانتخابات، ما يفسر اللجوء إلى بعض الضربات غير المشروعة والدسائس لحسم المعركة الانتخابية بالضربة القاضية.

آخر الأخبار