تسونامي 8 شتنبر الذي أباد البيجدي وحذفه من الخريطة السياسية

فاس: رضا حمد الله
أتلف تسونامي ثامن شننبر، أساسات واعمدة العدالة والتنمية. وكاد أن يمحيه من الواقع، لولا اللوائح الانتخابية الجهوية التي انقذته وحملت 9 نساء على جناح الأمان لترفرفن فوق قبة البرلمان الذي فتح بابه إيذانا بالولوج دون كوادر حزب أغلبي قاد حكومتين.
وعرى الانتخابات عورة "بيجيدي" ونزعت عنه جلباب الشعبية المتداهر بها، وألبسته ما لا يستر من مقاعد البدلاء تقلصت بشكل مريب رمت به من أعلى الهرم حيث الجاه والنفوذ، إلى أسفل درك حيث لا مجال للتباهي لا بالشعبية أو قيادة حكومة في سنوات عجاف زادت فيها الأوضاع تدهورا.
فضحت الاستحقاقات حقيقة أن الحزب من ورق بلله ماء صناديق الاقتراع في اكبر هزيمة في تاريخه بعدما استأسد عقدا وتقهقر في ثوان بطريقة جد مذلة جعلت قيادييها يدخلون "جواهم" مرغمين، ما يهدد بشرخ كبير خاصة بعد استقالة الأمانة العامة وهجوم بنكيران على العثماني.
لم تنفع حزب إخوان العثماني، هياكله التنظيمية ونقاباته وجمعيات الخيرية والاجتماعية بٱلاف المناضلين والمجندين، في انتخابات اندحر فيها بتصويت عقابي على ما تسبب فيه من مكسات اجتماعية واقتصادية ازمت حال المغاربة بشكل غير مسبوق، ليكون ذلك إشارة قوية لكل حزب قد يضع الناخب ثقته فيه ويخذله.
بنت العدالة والتنمية شعبيتها الوهمية التي عرفتها صناديق الاقتراع، على انقاض حركة 20 فبراير فأوهم نفسه بشعبية كبيرة خاصة بعد الاكتساح في المحطة الانتخابية قبل الأخيرة، دون أن يدري أن من دفع به لتصدر الانتخابات، هو من سيهزمه شر هزيمة لن تنمحي ابدا من ذاكرة مناضليه وقلوبهم المجروحة.