الجنس مقابل النقط أم النقط مقابل الجنس.. من المسؤول ؟

الكاتب : الجريدة24

03 ديسمبر 2021 - 03:00
الخط :

مصطفى المانوزي

لا نرغب في التأثير على القضاء أو توجيهه ،  ولكن وجب التذكير أن  العدالة تقتضي مزيدا من الحياد وتكثيف التجرد ، فالردع ملازم للحقيقة إنصافا واعترافا ، حماية للحق العام.

فليست كل الحالات متماثلة على الصعيد الوطني والعالمي  ، ولا يكفي النظر  إلى الأمور  من زاوية  " مناهضة العنف " ضمن سياق مناسباتي ،  ولكن أيضا من زوايا كثيرة أهمها أن الظاهرة بنيوية ، وسوسيولوجيا وسيكولوجيا قبل القانون.

هي قضية مساواة  وليست مسألة ذكورية حكرا  ، قضية تتطلب ضرورة فحص   مدى توفر أو انعدام الرضائية  في أي ممارسة ، بمعنى  أنه لامناص من طرح سؤال التشاركية الواعية لدى الراشدين والراشدات .

صحيح أن لاستغلال النفوذ دوره الحاسم في منحى الإجبار والغصب ، غير أن القصد الجنائي لا يتوفر أحيانا تلقائيا  في الحالات الفريدة أو المعزولة ، فلابد من تواتر يوازي الممارسة الاحترافية في صيغة شذوذ أو تحرش متواصل.

ورغم إنه لماما ما  تكون الممارسة تعاقدية تتأسس على نفس الهدف : الجنس مقابل النقط بالنسبة لأطراف و النقط تعويضا عن الجنس  ؛ فإنه لعلاج الظاهرة يتطلب الأمر إعادة النظر في مفهومي الكفاءة والاستحقاق  بإقرار مفهوم الجدارة وهو أعمق وأجدى.

،  وللأسف  فالعملية تحتاج إلى نفس تربوي طويل  باعتبار أن الظاهرة قديمة  ومرتبطة بالغش والتدليس والانتهازية والمظلومية  والكبث الاجتماعي  والإرشاء والتغرير.

وهي ظاهرة تنتعش كلما كانت العلاقات عمودية بمعناها التراتبي  ، سواء في المعامل والحقول وكافة المؤسسات الانتاجية والتربوية  الإدارية والجمعوية والإجتماعية وداخل الأسرة نفسها  ، غير أن شكل هذه  العلاقات  لا يمكن الأخذ به كمبرر أصيل للإدانة ، سوى  كظروف لتشديد الجزاء كلما ثبت  عنصر إستغلال النفوذ وانتفى عنصر  الرضائية ، وحينما لم يقابل هذا الاستغلال  أي ابتزاز  أو عاطفة أو مراودة على النفس  او تحريض او استدراج .

والخلاصة  أنه ينبغي مراجعة البواعث  الجنائية عند تقييم  السلوكات  من أجل إعادة تحديد وتشريع وسائل الردع  توفيقا عادلا  بين مبدأ  قرينة البراءة وبين مبدأ عدم الإفلات من العقاب  ، وذلك بتحفيز  وتأهيل مساطر التحقيق بدل  إقرار  مساطر  الاتهام ، في زمن يطرح فيه مطلب   جوهري على مستوى تأهيل وإصلاح المنظومة التربوية ؛  فكيف نؤهل الحق في  التنمية بالتربية مع  تحصين الحق في التنمية بالحرية .

آخر الأخبار