التجاهل المغربي.. سبب علة الـ"كابرانات" وأبواقهم

الكاتب : الجريدة24

07 فبراير 2022 - 09:45
الخط :

هشام رماح

اختار المغرب عدم التصعيد مع "كابرانات" ينهشون بقايا الجزائر المثخنة بجراح معتنقي الـ"بومدينية"، وهذا الاختيار ينسجم والمقاربة التي يعتمدها الملك محمد السادس، بما يفيد تجاهل الاستفزازات والمضي قدما نحو الغد.

هذا ما أعلنه، ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، خلال حوار مع قنة "فرانس 24" وإذاعة فرنسا الدولية "RFI"، ردا على تحرشات النظام العسكري الجزائري بالمغرب.

وإذ يرنو الـ"كابرانات" للمزيد من التطورات في عدائهم تجاه المملكة الشريفة، فإن المغرب بتصريح ناصر بوريطة، عبر عن موقف التجاهل الذي اختاره نهجا ليسد كل المنافذ على عسكريين يقتاتون من الحروب ومن مآسي الشعوب.

وفي المغرب تسود قناعة أن الجزائر جارة وضعتها الجغرافيا والتاريخ إلى جانبه في رقعة أرضية لا تنفصل، لكن الاعتقاد المسيطر أيضا، يتمثل في أن الأمور قد تتحسن قريبا وتعود المياه إلى مجاريها متى عاد العسكر عن غيه وقرر حل مشكل الصحراء المغربية المفتعل بكل شجاعة ومواجهة بدل التخفي وراء "بوليساريو".

فهلك يملك النظام الجزائري القدرة على إنكار أنه الطرف الحقيقي في استدامة النعرات منذ عقود لتقويض استكمال المغرب لوحدته الترابية؟ بلى، فقد جرى الاعتياد على قوة "جبهة" الـ"كابرانات" وأبواقهم في تغيير الحقائق، لكن الأخيرة متجذرة في نفوس كل دبلوماسي حضر فعاليات الدورة الخامسة والثلاثون لمنظمة الاتحاد الإفريقي.

فكل دبلوماسي وأينما كان بخلاف البؤر حيث يتعين خصوم المغرب لا ينكر أن الجزائر هي الطرف الحقيقي الذي يناويء المغرب في قضيته الأولى ويوكل "بوليساريو" لتقضي عنه أعماله القذرة، ولهذا كان ناصر بوريطة، حصيفا وهو يوجه محاوريه لإلقاء هذا السؤال على من يلتقونه من المشاركين في الدورة التي تحتضنها "أديس أبابا".. جازما أن الإجابة ستتوحد حول أن حلحلة المشكل بيد المغرب والجزائر دون غيرهما.

وبالعودة لحوار رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري وحوار ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي يتبدى فرق كبير بين صاحب الدعاية المغرضة الحالم بتمزيق المغرب وصاحب الحق الذي لا يبالي بغير ما قد يجمع بين شعبين فرضت عليهما الظروف العيش جنبا إلى جنب.

والواقع يصدح بصوت عال أن من يبادر لقطع العلاقات البينية ليس كمن ظل دائما يمد يداه لرتق الهوات ومحو الخلافات والصفح بقلب صفحة الماضي والتطلع للمستقبل، لكن بقايا الجزائر لا تزال تغري الـ"كابرانات" في مواصلة النهش ما دام في خلق عدو "أزلي" ما يمكنها من الاستمرار في ذلك.

وإلى حين تغيير العقليات أو "يتنحاو كاع"، أصاب ناصر بوريطة، عندما أورد مقولة السياسي الفرنسي "شارل موريس تاليران" وزير خارجية نابليون بونابرت حينما قال "كل من تجاوز الحدود فهو عديم الأهمية".. وهذه قمة التجاهل الذي تسقم معه أجسام الـ"كابرانات" وأبواقهم.

آخر الأخبار