أيها المغاربة.. احذروا المتربصين دعاة "ارحل" و"الإسقاط" !

الكاتب : الجريدة24

18 فبراير 2022 - 09:45
الخط :

سمير الحيفوفي

فيما أسدلت جائحة "كوفيد-19" تداعياتها على مختلف بلدان العالم، وقد ألهبت الأسواق العالمية بموجة غلاء ناجمة عن الاضطرابات التي فرضها الفيروس المستجد وما والاه من الفيروسات المتحررة، فإن خصوم المغرب انقضوا على هذه "الفرصة" لتحقيق مآرب تتمثل في تمزيق لحمة مواطنين أبانوا عن تضامن ووحدة في أحلك الأوقات ليس آخرها زمن "كورونا".

ليس في الأمر جديد، والعالم وضمنه المغرب مكبل ممنوع من الاستفادة من طاقاته الكاملة ما ظهر منها وما بطن، لكن الجديد هو السعار الذي أصاب منتهزي الفرص والطامعين في ضعضعة المغرب عبر تضخيم الأحاديث حول غلاء الأسعار وكأن هذا الغلاء نجم عن فعل فاعل وتقف وراءه فئة معينة، ولم تفرضه ظرفية اقتصادية ساهمت في نسجها عدة عوامل مشتركة.

وإذ تتطلب مواجهة المخاض العسير الذي فرضته "كوفيد-19" وباقي الفيروسات الصبر والأناة لتخطيه، فإنه وبدلا من ذلك أطلق أعداء المغرب العنان لأبواقهم المتخصصة في الترويج لترويع الناس والدفع بالمغرَّر بهم نحو هاوية الاحتجاجات يريدون من خلالها تفجير الأوضاع في البلاد وبالتالي التفرج مليا في ما قد يقع.

إن رجاحة العقل تفيد بأن يتكاتف المغاربة جنبا إلى جنب عند أول اختبار قاس يخوضونه وقد شرعت جائحة كورونا في التلاشي تاركة خلفها ندوبا كبيرة وغائرة لن تندمل بسرعة، وكل هذا بعيدا عن المزايدات واللعب بورقة الإسقاط وارحل التي تهدم ولا تبني وشتان بين الهدامين والبنائين.

ولعل ما جعل شعوب العالم الثالثي تتخبط في مشاكلها التي تتفرد بها هو أنه كلما واجهت أمة ثالثية مشاكل اجتماعية فرضتها سياقات عالمية مختلفة اختارت هذه الأمة أسهل وأقصر الطرق ظنا منها أنها السالكة بين نظيراتها، وفجرت الأوضاع عبر الاحتجاجات التي يشعلها مردة يختبؤون وراء شاشات حواسيبهم.

إن كل احتجاج أو خروج غير محسوب لن يكون غير شوكة في القدم متى أفلح خصوم البلاد في تفجيره عبر زرع بذور التشكيك من خلال خطاب تيئيسي بئيس لا يرمي لغير زعزعة استقرار المغرب الذي لطالما تجاوز كل المحن فليس أولاها ولا آخرها موجة الغلاء التي تضافرت عدة عوامل لتولدها.

وإجمالا، تفرض الظرفية الحالية وقوف المغاربة جنبا إلى جنب بعضهم بعضا خاصة وأن الدعوات التي تريد النعرات تجد لها طريقا مفروشة نحو منابر إعلامية معادية للمغرب، وقد ارتأت أنها قد تحقق شيئا مما في نفسها عبر اللعب على وتر الاحتجاجات الشعبية والاحتقان المجتمعي بسبب الغلاء.

ولا غرو أن وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر وإسبانيا أصبحتا متخصصتان في تغطية التدوينات الافتراضية التي يروج لها مجهولون من أجل تصفية حسابات كبرى مع المغرب عبر حرب إعلامية ضيقة تروج لانفجار وشيك للأوضاع في البلاد والحال أن الغلاء المستشري ليس غير نتيجة ظرفية عالمية تقسو على الجميع في المعمورة.

فاحذروا أيها المغاربة من المتربصين.

آخر الأخبار