وبطبيعة نمط اختياراتها المختلفة وغير المتوقعة، اتجهت لنوع مُهمش من المرأة، ربما نصادفها كثيرًا في أي من المشاهد السينمائية أو الدرامية لكنها تتوه دومًا بين قصائد الغزل الذي يحل في بداية العلاقة الغرامية وعتاب الفراق الذي يصادف النهايات وبات الأكثر انتشارًا بين الأغاني الدرامية.
هكذا قدمت سميرة سعيد المرأة المتمردة في أعمالها

تنوعت أعمال الفنانة سميرة سعيد، منذ وطأت قدماها عالم الفن، حيث لا أحد ينكر قدرتها على تغيير جلدها في كل عمل فني تقدمه، سواء كان طرحه على طريقة الفيديو كليب أو مكتفية بصدور الأغنية برفقة “بوستر” ملصق دعائي خاص بها.
وتحاول الديفا في كل مرة تطرح فيها جديدها الفني، تقديم عمل مختلف عن سابقه، حيث جاءت بـ “قط وفار“، الأغنية العربية الجديدة التي أذيعت لأول مرة أثناء بث أولى حفلات الديفا الرقمية من خلال حسابها الرسمي على تطبيق “تيك توك”، وكانت شوقت جمهورها ليلة الحفل بطرح البوستر التشويقي ذات اللون الأحمر، الذي حمل مدلولًا صريحًا على التمرد والاختلاف.
ظهرت سميرة سعيد في بوستر “قط وفار” بـ “لوك” مشاغبِ، يتسم بالحيوية والغضب، يخيم اللون الأحمر بدرجات مختلفة على الخلفية، والـ “تي شيرت”، ونظارة شمس، مقتطعًا بحيز أسود يملؤه الشعر الكيرلي الحر المتطاير، عصي الثبات والخنوع، متناغم مع إيقاع الموسيقى التي لحنها إيهاب عبد الواحد ووزعها النابلسي.
سبق وطرحت “سوبرمان” منذ عامين، بشكل مغاير عن نمط أعمالها السابقة، والذي صدم البعض آنذاك، بسبب جرأة الكلمات التي كتبها الشاعر شادي نور مثل “بقى ندل قوي وطماع وبخيل” و”كرشه قصاده شبرين”، والاستايل “المجنون” إن جاز التعبير، ذات التسريحة الغريبة للشعر الأصفر والوشم الذي يزين الجزء العلوي من جسدها، الذي اختارته الديفا للتعبير عن الحالة أو النموذج المتمرد في هذه الحالة.
كثير ما تشاركنا سميرة سعيد الأغنية وكأنها مونولوج، يحكي التجربة من خلال رؤية ذاتية خاصة، تشاطر العامة بشخصية عنيدة ومشاعر قوية وقرارات صارمة لا رجعة فيها. هذا لم يعد وليد اللحظة، نحن اعتدنا الانتقال التدريجي التلقائي لمختلف نماذج المرأة المتمردة على مر الأزمنة بالتزامن مع نضوجها الفني، وبالتوازي مع حضور عدة عوامل مغايرة أخرى منها تطور وضع المرأة الطبيعي في المجتمع والمتأثر بحضارات وثورات وعوالم معاصرة.
الديفا تكره التكرار وتدرك جيدًا أن شرط استمرار النجاح أو البقاء هو التجديد، والتمسك بروح الشباب الذي يعشق المغامرة ويهوى المخاطرة، حتى وإن جاء ذلك على شكل القالب الموسيقي الكلاسيكي الذي قدمته من قبل خلال رحلة طرب تتخطى 50 عامًا.
لا يمكن أن تنسى قوتها وهي تتغنى “تخلص حكاية” في تسعينيات القرن الماضي بكلمات الشاعر عماد حسن، وتقول ” مش ممكن أرضى بالعذاب مش ممكن أرضى بالهوان”، هذا الصمود الذي انتقل معها بألوان غنائية جديدة تناسب الإيقاع السريع في المزيكا خلال الـ 5 أعوام الأخيرة.