هكذا يدعم النظام الجزائري الإرهاب عبر مهاجمته المغرب

الكاتب : الجريدة24

30 مارس 2022 - 10:00
الخط :

سمير الحيفوفي

الإرهاب لا دين له.. لكن النظام الجزائري يؤمن بغير ذلك.. لأن عجائز المؤسسة العسكرية حاولوا اللعب على إدانة المغرب لعملية "الخضيرة" بأنها إدانة للمقاومة الفلسطينية في ختام "قمة النقب" بغاية تصريف أحقادهم البادية والدفينة تجاه المملكة الشريفة.

وأطلق النظام العسكري الكسيح بتجاهله أثناء مناقشة كل سبل تحقيق الأمن ولاستقرار بين فلسطين وإسرائيل، أبواقه ضد المغرب دون أن يحيل على أن إدانة العملية الانتحارية ووصفها بـ"الإرهابية" تمت من لدن كل الملتئمين في القمة التي جمعت المغرب ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.

وأفردت وسائل الإعلام الرسمية ومن بينها التلفزيون الجزائري، تقارير إعلامية همت المغرب دونا عن البقية وظلت تردد ذلك، في صد كامل منها عن الحقيقة المتمثلة في أن الجميع حاليا أصبح يدين العنف الذي يفسد الأوضاع أكثر مما قد يصلحها، وللجميع في السنوات العابرة على الأذهان عبرة تفيد بذلك.

نعم المغرب أدان "عملية الخضيرة" ولو نفذها فلسطينيون، ومن شأنه أن يدين كما سبق وأدان كل عنف قد يؤتيه الإسرائيليون، فالمملكة تبحث عن الحل في ظل مبدأ الدولتين في منأى عن التعقيد الذي يرومه ويبتغيه تجار القضية الفلسطينية.. لكن هؤلاء التجار لا يجرؤون على الجهر بحقيقة ما تضمره أمَّاراتهم بالسوء.

إن المغرب اقترب كثيرا من القضية الفلسطينية بعيدا عن القومجيين الذين أكل الدهر عليهم وشرب، واستوعب جيدا أن كل حل سياسي بين فلسطين وإسرائيل يمر بعيدا عن العنف والتقتيل، ومن أجل تجسيد الحل يلزم الحوار بنفوس هادئة، وهذا أمر لن يفقهه "كابرانات" لا يتوانون عن زرع كل بذور الفتن تجاه جارهم الغربي.

لكل هذا، لا يخاف المغرب من التعبير عن رأيه بكل صراحة، وهذا التعبير نابع عن قناعة راسخة بأن الإرهاب لا دين له، وبفهم صحيح لـ"انصر أخاك ظالما أو مظلوما" عبر تسمية الأشياء بمسمياتها دون مواربة أو نية مبيتة للركوب على الموجة.

ثم لماذا لم تسلط أبواق الجزائر صداعها وزعيقها نحو مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين واكتفت بالمغرب، لولا أن الأخير أضر بها وبأسيادها؟ ولم عابت على المملكة إدانتها عبر ممثل دبلوماسيتها للعملية الإرهابية، إن لم يكن النظام العسكري داعما للإرهاب؟

فعلا الأمر يطرح الكثير من التساؤلات في لجة الضباب الرمادي الذي يكتنف مواقف الـ"كابرانات"، فهل يستطيع النظام الجزائري أن يصف "عملية الخضيرة" بكونها غير إرهابية، أم أنهم مطبوعون بالإرهاب وأصبحوا مطبعين معه بعد "العشرية السوداء" التي أذاقوا خلاله الشعب الجزائري كأس الذل والهوان، أم أن في نفوسهم خوف؟

آخر الأخبار