النظام الجزائري تائه بين الرغبة في رد الصاع لإسبانيا والخوف من غضب الروس

الكاتب : الجريدة24

12 أبريل 2022 - 12:00
الخط :

سمير الحيفوفي

تخبط النظام الجزائري بعد اللطمة التي تلقاها من الإسبان، لم يعد خفيا البتة، فقد قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون توجيه دعوة إلى "ماريو دراغي" رئيس الوزراء الإيطالي لعقد شراكة ثنائية بحثا عن سوق أخرى للغاز الطبيعي بدلا من إسبانيا التي قررت الاستعاضة عن الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي، منذ قرر الـ"كابرانات" وقف العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوربي متم شهر أكتوبر 2021.

وإذ تنبع دعوة الرئيس الجزائري لرئيس الوزراء الإيطالي من رغبة النظام العسكري في السعي لرد الصاع لإسبانيا التي استشعر منها صدمة كبرى بسبب تلاشي غيمة الأزمة التي غطت السماء فوقها والمغرب، فإن في إبرام اتفاقية بين الجزائر وإيطاليا للزيادة في حجم صادرات الجزائر من الغاز لإيطاليا ما يثير قلقا لدى روسيا التي تستشعر غدرا من العسكر الجزائري بسبب تقربه من المعسكر الغربي.

وحل "ماريو دراغي" رئيس الوزراء الإيطالي، أمس الاثنين، بدعوة من الرئيس الجزائري، إذ جرى الاتفاق على زيادة صادرات الجزائر لإيطاليا من أجل التقليص من التبعية لروسيا التي تعد أول مزود لها بالغاز بنسبة تصل إلى 45 في المائة، تليها الجزائر التي تزودها بـ30 في المائة.

وفيما تستورد إيطاليا 95 في المائة من حاجياتها من الغاز، فإن الجزائر وبإبرامها اتفاقية تروم بلوغ 9 مليارات مكعب من الغاز الجزائري كصادرات نحو إيطاليا في أفق 2023 و2024، تبدو ساعية إلى سحب البساط من تحت أقدام الروس الذين ينظرون بعين الريبة لمحاولة الجزائر تحويل دفتها من إسبانيا نحو إيطاليا بعد قرار الأولى تغيير موقفها من قضية الصحراء المغربية.

كذلك، دفع التنطع الجزائري، ونوايا التقرب من المعسكر الغربي على حساب روسيا، السفير الروسي في العاصمة الجزائري لإجراء محادثات مع عدة مسؤولين في الجارة الشرقية لتحديد مرامي النظام العسكري ونواياه الحقيقية، وقد انتابت الشكوك الدب الروسي حول الخطوات التي تبدو غير محسوبة من قبل نظام الـ"كابرانات" في الجارة الشرقية.

من جهتها، نقلت نشرة "Maghreb Intelligence" أن السفير الروسي بالجزائر أجرى عدة لقاءات سرية بقصر "المرادية" مع مسؤولين بالرئاسة من أجل استشفاف حقيقة نوايا نظام الـ"كابرانات" على اعتبار أن أي تقرب من إيطاليا وغيرها من الدول الأوربية يعد ترجمة لسوء النوايا تجاه روسيا التي هي في خلاف مع القارة العجوز بأكملها بسبب اجتياحها أوكرانيا.

نفس المصدر، أفاد بأن السفير الروسي سبق والتقى، قبل حلول رئيس الوزراء الإيطالي بالجزائر في الـ11 أبريل الجاري، رئيس البرلمان الجزائري الذي يعد الرجل الثاني في هرم السلطة بالجزائر، وقد استفسر خلال اللقاء عن النوايا الحقيقية للنظام العسكري الذي يقبل منه الروس كل شيء إلا الإخلال بولائه لـ"موسكو".

آخر الأخبار