من له المصلحة في تعطيل المركب الجراحي بمستشفى بنسليمان؟

بوشعيب الحرفوي

منذ ما يزيد عن سنة، والعمليات الجراحية بالمستشفى الإقليمي متوقفة، لدرجة أن لائحة الانتظار لإجراء العمليات الجراحية - حسب مصادر صحية - بلغ عدد المرضى فيها ما يقارب 200 مريض، علما ان المركب الجراحي يتوفر على أطقم طبية متخصصة في الجراحة ومن بينهم طبيبة في الإنعاش والتخذير التي توجد حاليا في رخصة ولادة، وسبق لجمعية " البحيرة" التي تشرف على مركز تصفية الدم أن اقترحت على إدارة المستشفى في وقت سابق توفير طبيب التخذير والانعاش للرفع من وثيرة الأنشطة بالمركب الجراحي في إطار اتفاقية شراكة بينهما على أساس أن تقوم الجمعية بتغطية مصاريف خدمات " البناج"، لكن إدارة المستشفى مازالت لحد الآن تتهرب من إبرامها لأسباب تبقى مجهولة ولا يفهمها إلا القائمون على تدبير شؤون المستشفى الإقليمي، وهو ما يطرح تساؤلات حول من له المصلحة في تعطيل وتجميد الأنشطة الطبية بالمركب الجراحي المذكور؟ علما أن الاتفاق بين الأطراف تم بمقر عمالة الاقليم وأمام أنظار السلطات الإقليمية وينتظر فقط التفعيل.

فبعد نهاية وباء اومكرون لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار توقف العمليات الجراحية المبرمجة بالمركب الجراحي الذي تم استغلاله في وقت سابق ومع بداية كورونا في استشفاء مرضى كوفيد 19 وتم الإبقاء فقط على العمليات الاستعجالية.

وعلى إثر هذه الوضعية غير السليمة التي أريد فيها للمستشفى العمومي أن يكون مجرد "خزان للمرضى" يقوم باستقطابهم لكي تتم إعادة توجيههم إلى القطاع الخاص، سواء بمدينة المحمدية او بمدينة الدا البيضاء والرباط، حيث يضطر المرضى إلى التنقل والبحث عن المصحات الخاصة، خارج مدينة بنسليمان لتلقي العلاج والتطبيب وإجراء العمليات الجراحية، مما ساهم في تفاقم أوضاعهم ومعاناتهم، خاصة أن غالبية هؤلاء المرضى ينتمون إلى أسر وفئات هشة وفقيرة، يصعب عليها تغطية مصاريف التنقل والعلاج. مما دفع ببعض المهتمين بالشأن الصحي إلى طرح تساؤلات حول من المستفيد من هذا الوضع، ومن توجيه المرضى إلى المصحات الخاصة؟

ورغم توفر المستشفى الإقليمي على أطقم طبية مختصة في مجال الجراحة بمختلف تخصصاتها في الجراحة العامة وفي جراحة العيون وجراحة تخصص العظام و المفاصل وجراحة تخصص امراض النساء و التوليد، وتخصص الاذن الانف و الحنجرة، لكن لا شيء من هذه التخصصات يستفيد منها المرضى في العمليات الجراحية، وكل ما يستفيدون منه هو الاستشارات الطبية فقط، وذلك بسبب تجميد الأنشطة والخدمات الطبية بالمركب الجراحي.

إن ساكنة إقليم بنسليمان وهي تتأسق على ما آلت إليه الأوضاع بالمستشفى الإقليمي، فإنها تطالب من المسؤولين بوزارة الصحة جهويا ومركزيا بايفاد لجنة الى عين المكان للوقوف على تردي الخدمات الصحية بالمرفق العمومي، وإعادة تشغيل المركب الجراحي للقيام بالعمليات الجراحية المبرمجة.