المغرب والأعداء المتربصون به.. لرب ضارة نافعة

الكاتب : الجريدة24

07 مايو 2022 - 11:34
الخط :

هشام رماح

كثرة النجاحات وتواليها تجلب كثرة الأعداء ولا غرو، وهذا أمر يخبره المغرب كثيرا في درب تقدمه نحو المستقبل، فهو يواجه يوما بعد يوم خصوما وأعداء ألِدَّاء بكل صلابة وبمواقف صلدة، كما يعترض طريقه متلصصون جبناء لا ينفكون عن دس الدسائس القميئة لمنعه من مواصلة مشواره، وليس لهم من ذلك غير الأماني.

وإذ يحترم المغرب ويبدي تقديره لمن يواجهه بصدر عار من دول قوية يقارع حجتها بحجته ويفحمها بدفوعاته الدامغة، مثلما حدث حينما اقتنعت الرئاسة الفرنسية صيف العام المنصرم بحسن سريرة المملكة وبشفافيتها في تعاملها مع الرئيس "إيمانويل ماكرون" ومحيطه، في ما اتهمت به ظلما وافتراء في قضية برنامج "بيغاسوس"، فإن بعض الأنظمة أو المنظمات لا تستطيع للمغرب سبيلا غير الغمز واللمز تجاه من تحت الطاولة، وهو جبن أقذع يهوي بهؤلاء نحو الدرك الأسفل.

من بين هؤلاء المنظمات ائتلاف "فوربيدن ستوريز"، الذي لا ينفك عن الزج باسم المغرب كلما اندلع النقاش حول برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته شركة "NSO" الإسرائيلية، مثلما حدث في الجارة الشمالية حين ورود شبهات بالتجسس على "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة و"مارغريتا روبليس" وزير الدفاع منتصف العام الماضي، وكل هذا رغم أن دولا من بينها إسبانيا نفسها وألمانيا تتحوز "بيغاسوس" باعتراف مطوري البرنامج الذين نفوا بعظمة لسانهم امتلاك المغرب لهكذا برنامج.

ويعمي "فوربيدن ستوريز"، عنوة وقصدا، ناظريه عن الحقيقة التي تتجلى أمامه كون المغرب بريء براءة الذئب من دم يوسف، فهذا الائتلاف يرى في تلطيخ سمعة المغرب كذبا وبهتانا مبتغى وهدفا يزحف إليه المتآلفة قلوبهم على عداء المملكة داخله، كل هذا بعدما جرجرتهم أمام القضاء وعرت سوءتهم أمام العالم في عدة مناسبات تولَّد معها الحقد تجاهها.

وإلى جانب بعض المنظمات المريضة هناك أنظمة أشد مرضا مثل العسكري القائم في جارة السوء، والذي وجد في الجعجعة القائمة حول برنامج "بيغاسوس" فرصة مواتية للتنفيس عن الآلام التي تعتصر قلوب الجنرالات العجائز ممن ألفوا الهزائم على أيادي رجالات المغرب في مواجهات عديدة سواء العلنية منها أو ما خفي عن الركبان.

وأطلق الـ"كابرانات" كلابهم وأغدقوا عليهم الأموال ليمكنوهم من سبل تشويه صورة المغرب وتلطيخ سمعته، وقد رأوا في ذلك، بكل الغباء المعشعش في عقولهم، تلميعا لصورهم حتى أن الظنون ذهبت بهم أنه في مقابل كل مذمة للمغرب يلزم صرف المدح لهم، وذلك مبلغهم ومبلغ محترفي الدسائس من الفهم.

إن المغرب ماض في مشواره ينهب الطريق نحو الغد نهبا ويلتهم العقبة تلو الأخرى، وليس "فوربيدن ستوريز" الذي يسلط أبواقه عليه ومعهم النظام المارق الحاكم في الجزائر والمتحكم في رقاب الشعب هناك، غير متحذلقين لن ينالوا منه شيئا، بل يجعلون من عدائهم له تمرينا صحيا له ليشتد عوده أكثر.. فاللهم كثر حسادنا وأعداءنا.. ولرب ضارة نافعة.

آخر الأخبار