الجزائر تفضح تورطها في استدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

هشام رماح

لمن لا يزال يشكك في كون الجزائر طرف رئيسي في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خرجت وزارة خارجيتها لتقنعهم بأنها فعلا المعنية بالقضية وأنها من تقف حجرة عثرة أمام حلحلتها لغرض في نفسها.

ولم تجد وزارة الخارجية الجزائرية، اليوم الخميس، حرجا لتدبج بلاغا حول المؤتمر الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي انعقد بمدينة مراكش، وقد اتهمت من خلال المغرب بتحوير موضوع المؤتمر إلى وجعله حدثا مخصصا لقضية الصحراء المغربية.

وإذ يتقبل البعض أن تهب "بوليساريو" لتعلق على المؤتمر الدولي، باعتبارها من تدعي نفسها طفا رئيسيا في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فإن ارتماءة وزارة الخارجية الجزائرية على موضوع المؤتمر ومناقشات حضوره، يكشف ولا ريب أن الجبهة الانفصالية ليست غير الشجرة التي تختفي وراءها الجزائر.

ولا يبقي النظام الجزائري جهدا في جعبته ليظهر للعالم أنه غير معني بقضية الصحراء، لكنه أيضا، لا ينفك عن حشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة حول القضية الأولى للمغاربة، وهو شيء منكر يؤتيه الـ"كابرانات" الذين تتنازعهم أدواخلهم أهواء ورغبات مهووسة بتقويض أي حل من شأنه أن يفضي لفض القضية وطيها إلى الأبد.

وخرج العسكر الحاكمون بالجزائر عن طورهم، وقد تابعوا كيف أن هولندا اعترفت بمبادرة الحكم الذاتي المقترحة في 2007، من قبل المملكة، وهو أمر كان ليضر "بوليساريو" لو كانوا فعلا هم المعنيين بقضية الصحراء المغربية وليست الجزائر التي تدعي دوما أنها ليست طرفا في النزاع المفتعل.

وبينما جن جنون الـ"كابرانات"، فذاك أمر مبرر، وقد عاينوا الأضرار التي لحقت بهم كطرف رئيسي يحب التواري متى شاء والظهور متى أراد دون جدوى، بعدما أعلنت قبرص بدورها وقوفها إلى جانب المغرب في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فضلا عن تركيا والمجر وصربيا ورومانيا وإسبانيا، ثم دول الخليج العربي.