وجع مغربي.. لهذا انفرطت الصداقة بين الجزائر وإسبانيا

الكاتب : الجريدة24

08 يونيو 2022 - 07:00
الخط :

سمير الحيفوفي

انتحلوا العذر للنظام العسكري الجزائري إن قرر تعليق اتفاقية الصداقة مع إسبانيا بعد الموقف التاريخي الذي أعلنته مدريد بشأن قضية الصحراء المغربية، ويلزم اعتقال كل أعذار العالم ووضعها في سخرة العسكر، بعدما أحسوا بالخازوق يصل إلى البلعوم، وقد انصرفت حكومة الجارة الشمالية عن مناوراتهم لتصريف ضغائنهم المكنون والبادي منها نحو المغرب.

ويبدو أن ظهور "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة الإسبانية، أمام نواب برلمانيين، للدفاع عن موقف بلاده الجديد الداعم لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، واحتفائه به، موازاة مع تجاهله البيِّن للجزائر وتهديداتها الواهية، كان دافعا لتعليق دولة الـ"كابرانات" لاتفاقية الصداقة التي انعقدت بسوء نية في الأصل.

والحق يقال، فاتفاقية الصداقة مع إسبانيا، التي علق النظام العسكري العمل بها في رد فعل ينم عن كثير من الوجع، موسومة وموشومة بالعار، إذا ما تقاسم الجميع المعطى الآتي وهو أن الاتفاقية وقعت بين البلدين في 8 غشت 2002، وهو تاريخ يحيل على أنه يعقب بشهر فقط أزمة جزيرة "ليلى" التي اندلعت ذاك العام بين المغرب وإسبانيا.

وإن دل ترنح العسكر واختيارهم التطرف في علاقاتهم مع إسبانيا، على أنهم خسروا في عام واحد ما أسسوا له على مدى سنوات من مؤامرات وخديعة ضد المغرب مع جارته الشمالية، فإن كل هذا يحيل على نجاح المغرب في تعامله مع جار سيء يضمر له كل الشرور، ومحيط يعد بشراكات استراتيجية مثمرة متى توفرت أسباب نجاحها.

لقد حقق المغرب الكثير من المكتسبات وهو يذود عن حقوقه المشروعة ويصون رقعته الجغرافية من التمزق بفعل أفاعيل الإخوة الأعداء، وإن اختار بدوره التطرف في تعاملاته مع البلدان التي كانت تنازعه في مطالبه المشروعة، فإنهكان تطرفا إيجابيا بشكل صرف. لماذا؟ لأنه نبع عن إيمان صادق بنبل قضيته وعدالتها قبل كل شيء، فهل يحق للنظام العسكري المارق أن يدعي مثل هذا الشرف؟

طبعا، لا. إذ لا يستوي من حافظ على يده الممدودة إلى جارته الشرقية، وبينها وهي التي تهرول كل ما برقت لها فرصة لتنفيس أحقادها ضده ولاحت أمامها مناسبة أكل الثوم بأفواه الآخرين، مثلما حدث حينما قررت توطيد صداقتها مع إسبانيا مباشرة بعد أزمة جزيرة "ليلى"، وقد رأت فيها "وسيلة" تتوسل بها من أجل بلوغ مراميها الدنيئة تجاه المملكة الشريفة.

فعلا الفأر المتوتر يوفر السعد للقط ويُرْبِي حظوظه لإسقاطه بين براثنه، ففي عام واحد انفرطت اتفاقية الصداقة لوحدها بسبب توتر الإخوة الأعداء، وتبدى للإسبان أن ما يوجع الجزائر أكثر هو التقارب مع جارهم المغرب، وأن الود الذي أبدته لهم على مدى عقود كان عسلا مطليا على جلد الكلب ليس إلا.

آخر الأخبار