هكذا قررت الجزائر التسويق لنفسها كـ"جنة" وتوصيف المغرب بـ"الجحيم"

الكاتب : الجريدة24

01 يوليو 2022 - 11:15
الخط :

 

هشام رماح
إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.. والنظام الجزائري هو من يعمل بهذه اللازمة بحذافيرها، إذ رغم أن الجارة الشرقية تعيش أحلك أيامها بعدما نُهِبت مقدراتها ومقدرات شعبها من قبل الـ"كابرانات" عمد إعلامها المقيت إلى اقتراف وثائقي تحت عنوان "المغاربة في الجزائر.. هروب نحو الحياة".
وبعدما فشلت الجزائر في كل شيء في خلافها مع المغرب، حيث لم تذر أمرا لم تجربه، جاء الدور على اختلاق وثائقي انتقى فيه إعلام العسكر تصريحات منسوبة إلى مغاربة مقيمين في الجزائر، يفيدون من خلالها بأنهم هربوا من "جحيم" المغرب نحو "جنة" الجزائر!!!
وأعلنت أبواق النظام العسكري عن وثائقي قالت إنه يتضمن قصصا واقعية لمغاربة اختاروا الجزائر بلدا ثانيا بعدما ضاق بهم الواقع بسبب تدني الأوضاع الاجتماعية وارتفاع حدة القمع السياسي من طرف المخزن"، وهو الوثائقي الذي روج له بكونه من إنتاج قناة الجزائر الدولية.
وكمن يرى انعكس نفسه في المرآة، نجد أن الإعلان عن الوثائقي يصدق فعلا لكن على الجزائر التي تعيش أفظع أيامها، لكن أن تنزل أبواق العسكر إلى الدرك الأسفل من الخسة والنذالة وتتاجر بقصص مفبركة من أجل وضع نفسها في مقارنة لا تستقيم بوجود فارق كبير بينها والمملكة التي تجاوزتها بقرون فلم لا نعطي بعضا من أوجه المقارنة الحقيقية.
في مملكة المغرب طبقات غنية ومتوسطة وفقيرة، وهذا حال الدنيا منذ خلق الله البشرية، وأمر ليس بالنقيصة وادعاؤها كذلك كما يحاول النظام الجزائري هو ضرب من الجنون، لكن وإذ تختلف الطبقات المجتمعية في المغرب فإنها تتآلف في حب الوطن والافتخار بتاريخه التليد ولحمة شعبه ونظامه الملكي.
في الجزائر لا يحكم غير العسكر وللعسكر وحدهم التمتع بالجزائر، يتقاذفها الجنرالات بينهم ويقضون وطرهم منها بالتناوب، وفي الجزائر وحدها لم تنفع جمعات الغضب التي خرج فيها حرائر واحرار البلاد لينددوا بالفقر المدقع الذي سامه إياهم الـ"كابرانات"، بل ساءت الأمور وليس أسوأ من أن يحكمك الديكتاتوريون سوى أن تقع حكم البئيس الشنقريحة وخادمه عبد المجيد تبون.
في الجزائر وحدها من قتل الـ"كاربانات" أبناء جلدتهم في العشرية السوداء ونكلوا بهم وفعلوا بهم أفاعيل لم يفعلها التتار في أعدائهم، وفي الجزائر وحدها من سالت دماء الأبرياء، كرمى للانفصاليين وضدا في المغرب، ومنها دم المرحوم محمد بوضياف الرئيس الذي قتل أمام الملأ.
إن القائمة تطول، لكن في الجزائر وحدها من تجد عبد المجيد تبون، الرئيس الصوري يتبجح بأنه محبوب من قبل الشعب، وكان البيض أول ما سقط على رأسه من قبل الجزائريين الأقحاح حينما التقوه في إيطاليا خلال زيارته الأخيرة إليها، وأعطوه نبذة حقيقية عن نفسه وقيمته عندهم.
إن المغاربة يربؤون بأنفسهم أن يسقطوا في خلافهم مع الجزائر في سفائف الأمور، وما سجل يوما على المملكة أنها طردت الجزائريين كما طرد المغاربة ذات يوم وصودرت ممتلكاتهم نهارا جهارا هناك من جارة السوء، وما كان للمغرب أن يحاول تجميل صورته عبر تشويه صورة الجزائر الحبلى بالطوابير الممتدة للحصول على الحليب والبطاطا والسميج وحتى الغاز.
في المغرب أناس شرفاء يعرفون معنى "العداوة ثابتة والصواب يكون"، لكن في الجزائر أنذال يكشفون للجميع أنهم ليسوا على شيء.. وإذ نحن في انتظار الوثائقي الذي لن يغير من الواقع شيئا، ستظل المملكة المغربية في المقدمة والجزائر تحت قيادة الـ"كابرانات" في الذيل.. وما دون ذلك مجرد تفاصيل تافهة.

آخر الأخبار