الرايسة "كيلي"...فرنسية عشقت "تنضامت"
أمينة المستاري
كارين دانفير...فرنسية من منطقة بلوا، ولدت سنة 1976 من أب برتغالي وأم فرنسية. قدمت وهي في سن 12 إلى الدار البيضاء في رحلة سياحية مع أسرتها، وزارت بعض المدن الجنوبية واستمتعت بطبيعتها الخلابة وحقولها وحضرت سهرات أمازيغية مما جعلها تقع في حب المغرب وتراثه وثقافته.
تمكنت كارين أو "الرايسة كيلي" وهو الاسم الفني الذي اختارته، كانت ذات صوت جميل مفعم بالدفء. التعرف على العادات المغربية وخاصة الفن الأمازيغي، أدهشها جمال الإيقاعات والكلمات، وأحبت لباس وحلي الأمازيغيات التقليدي بل وكانت تحضر المناسبات الاجتماعية واحتفالات أهل الجنوب، بعد أن تعرفت على الفنانين الأمازيغيين حسن أرسموك والرايس حسن أكلاو، هذا الأخير جعلها فردا من أفراد أسرته ليأخذ بيدها ويعلمها الأمازيغية وكيفية ضبط مخارج الخروف التي تستعصي على الأجانب.
تعرفت "كيلي" على الرايس حسن أكلاو، كان دعامة لها يلقنها أصول الغناء بعد تعلمها الأمازيغية، حتى أصبحت جاهزة للوقوف على الخشبة، وفعلا كان أول ظهور لها سنة 1991 على خشبة مسرح محمد الخامس في الرباط، حيث غنت ب"تاشلحيت".
كانت أول تجربة لها، دافعا وحافزا لاستكمال مشوارها إلى جانب الرايس حسن، أصدرا ألبومات غنائية ترتدي في بعضها ملابس تقليدية وفي أخرى ملابس عصرية، بل أنها قامت بتمثيل فيلم أمازيغي مع أكلاو، لتعتبر الرايسة كيلي ظاهرة بدورها لن تتكرر، فقد أتقنت غناء القصيدة الموزونة والرقص على شاكلة الرايسات الأمازيغيات المغربيات...
سجلت الرايسة كيلي آخر ألبوم جمع بين كيلي وحسن أكلاو سنة 2000، تضمن أغاني ك"أوردي لعدو" أي "لا عدوَّ لي"، "تنضامت" أي القصيدة، كما قامت بإنتاج أغاني أخرى سنة 2002 من قبيل "اربي مولاي سيدي مولانا"، "أوريد أوكان"، "المسامحة"...
لكن مسيرة "كيلي" توقفت بوفاة حسن أكلاو، الذي أمسك بيدها في أول مشوارها الفني، واختفت دون أن يعرف مكانها وسبب اختفائها، رغم ما أعطته للفن الأمازيغي وما تميزت به من إطلالة جميلة وصوت عذب وحضور قوي في الساحة الفنية آنذاك، وهي التي انصهرت في المجتمع الأمازيغي وأصبحت من أهله.