"هيومن رايتس ووتش".. هذه بعض كلاسيكيات الدكان الحقوقي

الكاتب : الجريدة24

30 يوليو 2022 - 01:00
الخط :

"هيومن رايتس ووتش".. هذه بعض كلاسيكيات الدكان الحقوقي

سمير الحيفوفي

أصبح من كلاسيكيات منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تسوق لتقارير معادية للمغرب، كلما آن أوان الاحتفاء بالمنعطفات الوطنية الكبرى، إذ لا ينفك هذا الدكان الحقوقي عن محاولاته المستميتة لتلويث سمعة المغرب دون أن ينبري للتأكيد على ما تروج له بالأدلة والبراهين كما تتقبل العقول ذلك.

فما هو يا ترى الدافع وراء الحملة الشعواء التي تشنها "هيومن رايتس ووتش" على المغرب؟ هل يا ترى تسعى لتقويم ما اعوج من حقوق الإنسان عاقدة العزم على تحسينها في داخله كما تدعي؟ أم أن أهدافها تنحاز إلى أمور أخرى؟

وإذ لا يقبل تناول حقوق الإنسان التجزيء، ويشترط في ذلك معالجتها في شموليتها، دون تمييز أو تفرقة بناء على الجنس أو العرق أو الدين، فإن "هيومن رايتس ووتش"، وفي أدبياتها المعهودة، لا تلقي بالا لكل هذا لكنها تطبطب على ما تصفهم بـ"المعارضين"، في البلدان التي تصوب سهامها نحوها، وهم المعارضون الذين ليسوا غير خدامها ممن خدموا مصالحها في مناسبات معينة عديدة.

وبينما تدعى "هيومن رايتس ووتش" دفاعها عن المضطهدين من أمثال من وصفتهم بـ"المعارضين"، تجاهل تقريرها المضمن في 140 صفحة أي إشارة إلى تقارير المجالس والمنظمات الحقوقية المغربية التي واكبت محاكمة هؤلاء "المعارضين" وبصمت على حسن سيرها في احترام تام لكل الضمانات القانونية التي تتوخى ترجمة العدالة الجنائية انسجاما وحقوق الإنسان الكونية لا مثل ما يراها الدكان الحقوقي بمنظاره.

لكن، من يكون المعارضون الذين ملأت "هيومن رايتس ووتش" الدنيا زعيقا ليردد ببغاواتها أسماءهم، من بين هؤلاء هناك "توفيق بوعشرين" مدير نشر صحيفة أخبار اليوم الذي استطاب اللعب على أجساد العذارى، ونهش لحوم نساء كن يشتغلن تحت رحمته، وهن نسوة كسرن طوق الصمت، وواجهن الجميع بملء إراداتهن، وانتصبن في مواجهته ليحكين قصصهم المؤلمة مع رب عمل مستثار جنسيا لا يرحم في شيء.

ثم من التالي، سليمان الريسوني، الموبوء بـ"عشق" أمثاله من الرجال (عافانا الله) والذي انتصب ضده أحد الأشخاص متهما إياها بمحاولته اغتصابه، وإذ تمت مقارعة الحجة بالحجة والقرينة بالقرينة، ثبت أن الريسوني متورط حتى النخاع فيما نسب إليه، فكان مصيره السجن.

ثم من التالي، إنه عمر الراضي الصحفي الجهبيذ الذي نفخ فيه المعطي منجب وبقايا الرفاق متلاشيات النضال، حتى ظن نفسه فوق الجميع، بشكل جعله يستبيح جسد صحفية زميلة ارتمى عليها لينهش لحمها أمام مرأى صديقه عماد استيتو، وهي الصحفية التي خرجت إلى العلن وتحدثت عما وقع لها مع عمر وعماد، أما المعطي منجب النافخ في النار فقصته معروفة للجميع.

لكن، لماذا غاب الضحايا عن تقرير "هيومن رايتس ووتش"، التي تنصب نفسها وصية على حقوق الإنسان؟ أليس هؤلاء الضحايا من البشر؟ ألا يستحقون التمتع بنفس حقوق "المعارضين" الذين خسرت لأجلهم الثير من الورق والمداد؟ أم أن المعارضين وضحاياهم ليسوا على درجة واحدة وفق كلاسيكيات الدكان الحقوقي؟

آخر الأخبار