من ينكر بعد هذا أن "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي".. فاسدتان ومفلستان أخلاقيا

الكاتب : الجريدة24

08 أغسطس 2022 - 09:00
الخط :

سمير الحيفوفي

ذات يوم كتب "روبرت إل. برنشتاين" ، الناشط الحقوقي الأمريكي، وأحد مؤسس منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الذي توفي في عام 2019 ، في مقال على صحيفة "نيويورك تايمز"، شهادة دونها التاريخ بمداد من ذهب وهو يصف المنظمة التي انتمى إليها ومعها منظمة "العفو الدولية" بكونها منظمتان "فاسدتان ومفلستان أخلاقيا".

وإن شهد شاهد من أهلها، لم يعد خفيا على أحد النوايا المبيتة من قبل منظمتي "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" تجاه المغرب، منذ سنين عديدة، اختارتا فيها لعب ورقة حقوق الإنسان من أجل تركيع بلد يستأنس لقوة مؤسساته وصلابة مواقفه في مواجهتهما ومواجهة الساعين وراء هذا الهدف.

ولتفصيل أكثر في الواضحات لا ضير من الخوض فيما يسلط الضوء على الحملة البئيسة التي تؤتيها المنظمتان ضد المغرب بالاستعانة بخونة الداخل الذين لا يوقرون للوطن حرمته، وقد دأبوا، وبشكل منهجي، على مد المنظمتين الغير حكوميتين، بالأراجيف والمعلومات المضللة عبر تقارير مغرضة تروم تشويه سمعة المغرب وتلطيخ صورته اعتمادا على أبواق "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي".

ولم يعد عزيزا على أي كان، أن يكشف تحيز المنظمتين الغير حكوميتين إلى الباطل، خدمة لأجندات خفية، وهو ما تؤكده الوقائع حاليا في أوكرانيا، التي كانت قواتها محط انتقاد غير ممأسس من قبل "آمنستي"، وقد نشرت في الرابع من شهر غشت الجاري، تقريرا اعترفت "أوكسانا بوكالتشوك"، رئيسة فرع منظمة "العفو الدولية" في أوكرانيا، قبل أن تقدم استقالتها، بأنه "خدم الدعاية الإعلامية الروسية"، فماذا وقع بالضبط؟.

لقد سقطت ورقة التوت عن "آمنستي" بعدما حاولت اللعب على حبل الكذب القصير في تعاملها مع أوكرانيا، حينما نشرت تقريرا اتهمت من خلاله القوات المسلحة الأوكرانية بتعريض المدنيين للخطر عبر نشر بنى تحتية عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان، وهو تقرير لم يكن ليمر دون أن يثير غضب "كييف"، وهو ما جعل "فولوديمير زيلينسكي" الرئيس الأوكراني، يذهب في تعليقه على التقرير إلى حد اتهام المنظمة غير الحكومية بما وصفه على لسانه "بمحاولة تبرئة الدولة الإرهابية" الروسية عبر "المساواة بشكل ما بين الضحية والمعتدي".

وفي تداعيات التقرير الذي جاء مواليا لروسيا، استقالت "أوكسانا بوكالتشوك"، يومان بعد نشره، معترفة بأنه تضمن تحيزا سافرا ضد أوكرانيا عبر لعب ورقة حقوق الإنسان، وهو اعتراف يحسب على "آمنستي" ورفيقتها في درب البؤس "هيومن رايتس ووتش"، اللتان تشنان حملات على المغرب، مماثلة لما حدث في أوكرانيا، لكن ما حدث في الأخير سيكون له عظيم الأثر لإظهار الوجهين البشعين لمنظمتين تتاجران بالحقوق الكونية.

وبدا جليا أن "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي" عاقدتان العزم على خدمة مصالح معينة وتدمير بلدان محددة، وفاء لمنظور العراب "جوج سوروس"، وهما في ذلك تحاولان أن تجهزا على هذه البلدان، بأبشع الطرق المتمثلة في الاستعانة بخونة الداخل مثلما يحدث الأمر في المغرب، عبر بقايا النضال في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المعروفة اختصارا بـ"AMDH"، والتي ألف المنتسبون إليها تمرير الأكاذيب للمنظمتين الغير حكوميتين، لتحقيق مآرب عدة ليس أدناها النيل من وطنهم.

ويسعى خونة الداخل المتعاملين مع "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي"، إلى النيل من وطنهم عبر تأجيج مشاعر المغرر بهم من المغاربة ضد مؤسساتهم الوطنية، تحت غطاء الدفاع عن حقوق الإنسان، وهو أمر تفنن فيه هؤلاء، عبر تقارير مبتدعة حبلى بالادعاءات، بشكل جعلهم أدنى شأنا وأحقر ممن يسخرونهم من الخارج، والذين يسعون لخلق قوة ضغط على المملكة التي عززت من سيادتها واستأنست إلى حصانتها الاجتماعية والثقافية من أجل سن سياساتها وبناء اقتصادها بمعزل عن طل المؤثرات السلبية.

إنه غيض من فيض حملة تكالب فيها أعداء الخارج مع الداخل.. فمن ينكر بعد هذا أن "هيومن رايتس ووتش" و"آمنستي".. فاسدتان ومفلستان أخلاقيا؟

آخر الأخبار