بين مغرب اليوم ومغرب الأمس.. هكذا حلقت المملكة بعيدا عن سرب فرنسا

الكاتب : الجريدة24

22 أغسطس 2022 - 12:00
الخط :

بين مغرب اليوم ومغرب الأمس.. هكذا حلقت المملكة بعيدا عن سرب فرنسا

سمير الحيفوفي

مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.. إنها حقيقة بادية للجميع. لكن من يجعل الفرنسيين المتعالين والمتعنتين، يعتقدون بذلك حتى لا يصبحوا خارج السياق وترمي بهم المملكة خارج وارد اهتماماتها وشراكاتها؟

في فرنسا لا يزال الاعتقاد أن المغرب تابع لها، مثلما يؤمن حكام الجمهورية في قصر الـ"إيليزي"، أشد الإيمان، أن الجزائر مقاطعتهم التي تقع شمال إفريقيا، لكن وإن ثبتت الأمور في الجارة الشرقية فهي تغيرت فيما يخص المملكة الشريفة وقد انعتقت من كل نير فرنسي وارتمت في أحضان العالم الرحب حيث دول عظمى تتعامل معها بكل وضوح وبلا مواربة وبمقاربة "رابح-رابح".

وإذ يشترط المغرب الوضوح في علاقاته مع دول العالم فإن قضيته الأولى المتعلقة بضمان وحدته وسلامة أراضيه الشاملة للأقاليم الصحراوية العزيزة، تظل المحدد والفيصل لكل علاقاته مع الغير من هذه الدول، لكن فرنسا لا تزال جامدة في مكانها تؤمن أن عقارب الساعة متوقفة وأن الأيام ليس دولا، وهي تحن لزمن ولى.

وتتحرى فرنسا مواقف "حربائية" في علاقاتها مع المغرب، فهي تبرم مع الشراكات وتوقع عليها باليد اليمنى بينما يدها اليسرى تشد على الجزائر لدفعها دفعا من أجل استفزاز المملكة الشريفة كوسيلة ضغط تروم من ورائها الجمهورية الخامسة تحقيق مآربها بعقلية استعمارية متعالية لكنها وقبل كل شيء بائدة، لكن من يخبر الفرنسيين بذلك؟

وبينما تتغير الأمور يوما بعد يوم في العالم وتترتب العلاقات الدولية بين الدول بناء على السياقات القديمة أو المستجدة، نفض المغرب عنه غبار الماضي واستطاع أن يخط لنفسه مسارا خاصا بل إنه حلق بعيدا عن السرب، الذي يغرد ويشذو شذوا فرنسيا، إلى ما هو أبعد من باريس بعيدا مثل واشنطن أو في جوارها مثل برلين ومدريد عواصم الدول التي حسمت مواقفها من قضية الصحراء المغربية، وأصبحت شريكة للمغرب تغنيه عن فرنسا ومثيلاتها.

ويبدو أن فرنسا لم تتخطَّ بعد عقليتها المتعجرفة، فهي تتعامل مع المغرب والمغاربة مثل تابعين لها، وتحاول الاقتصاص منهم عبر سلطة تأشيرة "شينغن"، ظنا من حكامها أن هكذا ورقة يلعبونها قادرة على تقويض انعتاق البلد الذي خضع لحمايتها ردحا من الزمن، ثم طرد جنرالاتها اعتماد على اللحمة التي جمعت الشعب بملكه، بخلاف بلدان رزحت تحت حكمها لأجيال متعاقبة وطمست هويتهم وتركت فيهم بذورها الشريرة.

إن المغرب لا يلقي بالا لفرنسا ولما دونها، وهذا أمر عبر عنه قائده الهمام الملك محمد السادس، صراحة خلال خطابه السامي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، وقد أكد جلالته على أن الغد يعد بالكثير من الأمور ليس أقلها أن المغرب سيعيد تشكيل علاقاته مع الجميع من منظور الصحراء المغربية، فلا شراكات تعقد ولا صداقات تبرم ولا أيادي توضع في الأيادي ما لم تحترم الوحدة الترابية للمملكة، أما سعاة تجزيء المغرب واللعب على الحبلين والنظر إلى المغرب بعين عسل وعين من الدود فليس لهم مكان في وارد اهتمامات المملكة والمغاربة قاطبة.

فمن يخبر الفرنسيين بذلك؟

آخر الأخبار