عندما يكون للتواضع مع اللئام كلفة
سمير الحيفوفي
بالطبع هناك كلفة لأن تكون ملك الفقراء، لكن هذه الكلفة تضمحِّل وتبدو غير ذات قيمة بحب الناس، فليس كل الملوك من الشعب وإلى الشعب، مثل الملك محمد السادس سليل الدوحة النبوية، الذي ألفه المغاربة متواضعا بينما يراه أعداء المملكة بعبعا يطير النوم من أعينهم.
أن تكون ملك الفقراء يعني أنك ملك متواضع، لكن التواضع مع اللئام قد يكون مكلفا، كما حدث في فرنسا حيث حاول مرتزقة مسحوبون على وجوههم تبعا لأموال أعداء المغرب، إزعاج الملك محمد السادس، أثناء جولته بعدما تربصوا به لأنه يزعج من يدفعون لهم.
وفيما تعامل الملك محمد السادس مع من التقوه من المتربصين به بكل تواضع ودِعَة، انبرى آخرون لالتقاط فيديو جرى تتبيله بكل بهارات الكذب والتضليل، في اعتماد بئيس خسيس لمنطق الإشاعة ينم عن نذالة سفالة ما بعدهما نذالة وسفالة في الأخلاق.
واستغل مرتزقة تحرر الملك محمد السادس من البروتوكولات، خلال إقامته في فرنسا، ليحاولوا التنغيص على جلالته، خلال جولة ليلية قرر أن يقضيها على الأقدام وهو يضع جلالته فيها موضع الجميع بلا رسميات أو قيود.
وبكل الدناءة المعهودة في أعداء الوطن، ركنوا إلى أقصر الطرق وهو التحرر من الأخلاق التي تُحتِّم احترام خصوصيات الأفراد على مختلف صفاتهم، ليطلقوا الأكاذيب ويبتدعوا الأراجيف محاولين النيل من ملك ينغص عليهم حيواتهم بصراحته وبمبادراته الخلاقة وقبل كل شيء بالحب الذي يكنه له المغاربة قاطبة، وهو شعور يفتقده الساقطون من السماء على رؤوس الشعوب المقهورة.
لقد أفحم الملك محمد السادس الجميع بأن المغرب تغير وتغيرت وجهته ومعها رفقته، وفي خطاباته الأخيرة ما يؤكد على ذلك، وهو تأكيد ما كان ليرضي المرضى بالأحقاد تجاه المغرب، فانفلتوا من عقالهم وراحوا يخبطون خبطات عشواء في تحلل من كل رفعة وسمو يريدون ربح المعركة التي سبق وحسمها المغرب بسلاح الإشاعة.. لكنه سلاح سرعان ما يتلاشى