مدينة جرف الملحة..لمحة تاريخية عامة عن سيرورتها الترابية والمجالية

الكاتب : الجريدة24

25 أغسطس 2022 - 04:00
الخط :

مدينة جرف الملحة..لمحة تاريخية عامة عن سيرورتها الترابية والمجالية

 إسماعيل الراجي

تعد مدينة جرف الملحة من مدن إقليم سيدي قاسم؛ التابع جهويا لجهة الرباط سلا القنيطرة.

وتصنف جرف الملحة كمدينة رئيسية في المجال الترابي لإقليم سيدي قاسم؛ هذا الأخير، الذي عرف جملة من التحولات الترابية والمجالية، الناجمة عن عوامل عدة، من بينها الزيادة السكانية الطبيعية، وتنظيم المجال الترابي...إلخ. ومن المعلوم حول المجال الترابي لإقليم سيدي قاسم، أنه مجال ترابي يطغى عليه المشهد القروي سكانيا وانتاجيا.

ومن المفارقات المقارنة بين هذا الإقليم وبعض الأقاليم المنتمية لنفس الجهة، المتعلقة بحركة تمدن يسجل إقليم سيدي قاسم حركة ضعيفة في هذا المسار. لكن هذا الإقليم سيعرف طفرة على مستوى التمدن، تجلت بالأساس في شرقه، حيث تتواجد مدينة جرف الملحة.

انطلاقا مما سبق، سنحاول إعطاء نبذة مختصرة وعامة عن تحولات الترابية والمجالية التي جرت على مشهد جرف الملحة، من خلال استعراض بعض المحطات لمدينة جرف الملحة التي انتقلت من تجمع سكاني قروي إلى تجمع سكاني حضري.

قصد تسليط ضوء عن تجربة مجالية في إقليم سيدي قاسم من جهة، ومن جهة أخرى تعريف بمدينة جرف الملحة من بعض الجوانب. فتستحق هذه تجربة المجالية أن يسلط عليها الضوء مجاليا، وتنمويا، حيث تعرف المدينة اليوم إشكالات اجتماعية وتنموية تستدعي تفاعل الفاعلين، محليا وجهويا ووطنيا.

لمحة عن التنظيم الترابي لمدينة جرف الملحة

على أثر القرارات التنظيميةخلال تسعينات القرن الماضي المتعلقة بالجماعات الترابية، سيعلن عن مشروع احداث جماعات ترابية جديدة، وارتقاء ببعض المجالات السكانية لتصبحمراكز حضرية أو جماعات حضرية، وكان من بين هذه المجالات الترابية مجال مدينة جرف الملحة، التي سيتم دراسة ملفها لتصبح مركزا حضريا مخططا له، ومعمولا به منذ سنة 1992م.

وعلى ضوء هذا القرار ستبدأ المعاملات الترابية على صعيد جماعة جرف الملحة على هذا الأساس. أي انتقال من جماعة ترابية قروية إلى جماعة ترابية حضرية، أي فصل بين جماعة جرف الملحة(حضرية) وجماعة لمرابيح(قروية).

ومن المعلوم، كان التمييز بين الجماعات الترابية فيما قبل دستور 2011م معمولا به، فبالعودة إلى الدساتير المغربية، خصوصا دستور 1962، و1972، 1992، و1996، نجد تصنيف الجماعات على ثنائية قروي، حضري، لكن في دستور 2011، قد تم تجاوز التمييز بين الجماعات الترابية على أساس ذلك تصنيف.

وأصبحت جميع الجماعات تسمى جماعات ترابية. والتي يعرفها الدستور(2011) على المنوال التالي: "الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات"

. وحسب تتبع مسار التحول التنظيمي، نخلص إلى خطاطة الآتية، التي ترسم مراحل مفصلية من تاريخ المشهد المجالي لمدينة جرف الملحة.

لمحة عن المشهد المجالي الاجتماعي لمدينة جرف الملحة؟

المرحلة الأولى: جرف الملجة امتداد سكاني قروي

في اطار هذه المرحلة، التي يمكن حصرها فيما قبل السبعينات من القرن الماضي، لم يكن المجال الترابي لجماعة جرف الملحة، قائم بذاته، فقد كان مجالا قرويا تابعا للجماعة الترابية الخنيشات من الناحية الادارية.

ومن الناحية السوسيومجالية لم يكن مجال جرف الملحة، الذي شيدت عليه مدينة جرف الملحة سوى مجالا ترابيا زراعيا، تتناثر فيه الضيعات الفلاحية في كل الجوانب، خاصة الضيعات المنظمة وذات الحجم الكبير، التي كانت في حوزة المعمرين الفرنسيين، وبعض اقطاعي المنطقة خلال حقبة الاستعمارية.

وبتحديد؛ كان مجال الترابي الذي عليه مدينة جرف الملحة. مجالا لا تتواجد به الساكنة بل، كانت ساكنة المنطقة متناثرة في تخومه،أي في الدواوير الكائنة اليوم بجماعة لمرابيح(الجماعة القروية التي يتواجد مجال مدينة جرف الملحة في وسط حدودها) ونحوها من الجماعات الترابية المجاورة. ومن ملاحظات التي ينبغي الإشارة لها، أن الساكنة القاطن هناك في هذا المجال، تنسب اجتماعيا وقبليا لقبيلة بني سفيان الشرقية.

وحول أول نواة سكانية في مجال الذي عليه مدينة جرف الملحة اليوم_ بالاعتماد بعض الروايات الشفوية_ تعد أول ساكنة شغلت المجال الترابي لمدينة جرف الملحة هي الساكنة التي ترتبط بضيعة المرنيسي، وساكنة بعض الكوانين المجاورة.

عموما يحكي بعض شيوخ مدينة، على أن مجموعة من العمال الذين كانوا يعملون في ضيعة المرنيسي هم أول من استقر في المجال الترابي الحالي لجرف الملحة.

المغزى من استحضار هذه الرواية هو أن المجال الترابي لمدينة جرف الملحة، انطلق من نواة دوار أو لنقل مجموعة من الكوانين المتناثرة هناك، ليصبح عدد المنازل في تزايد، يوما بعد يوم، إلى أن يتم تصنيف شطر من المجال الذي عليه مدينة جرف الملحة مكان محددا إداريا(ترابيا)، وعليه سيصبح مركزا حضريا. ومن بين الأسئلة التي يمكن طرحها بخصوص هذه المرحلة التي كان فيها المجال الترابي لمدينة جرف الملحة عبارة عن تجمع سكني صغير الحجم وقليل عدد السكان.  ما معالمه الديمغرافية والسكانية؟

وهل من معالم أخرى كانت بجرف الملحة خلال هذه المرحلة؟

بخصوص تعدد الساكنة خلال هذه المرحلة، حسب بعض آراء بعض السكان، كانت تتراوح في أعلى تقدير حسب البعض ب 30 مسكنا، أو "كانونا " حسب تعبير المحلي.هذه الكوانين/ أي وحدة عائلية/أسرة، يمكن افتراض أن كل أسرة تتكون من زوج وزوجة وخمسة أبناء، وعلى ضوء هذا الافتراض إن صح فعدد الساكنة لا يتجاوز 210 نسمة.

أما فيما يخص طبيعة سكنى، في المنطقة هناك كان شائعا بناء المنازل بطوب وتطور الامر لاستعمال لبينات "المقدار" التي تتكون من مزيج بين الطين والقش(تبن) والماء ووضع خليط في قالب مستطيلي (40 سنتيم* 20 سنتيم).

ومن الجدير بالإشارة خلال هذه المرحلة (قبل سبعينيات)، كان مجال جرف الملحة معروفا ب:"سوق اثنين"؛ و"كانتينا"؛والفيرمات.

ونعطي لمحة عن سوق"اثنين"، والاشارة ل"كانتينا" والضيعات الفلاحية.

يعد السوق الأسبوعي بجرف الملحة، الذي ينظم في كل يوم اثنين من الاسبوع، من الأسواق الأسبوعية التاريخية في المنطقة، كسوق السبت بالخنيشات-ينظم يوم السبت، وسوق حد كورت-ينظم يوم الأحد، وسوق الخميس بسيدي قاسم-ينظم كل يوم خميس...إلخ.

لقد شكل تنظيم "سوق اثنين"، معلمة تنظيمية بارزة في مجال الترابي لجرف الملحة، وما يزال أحد السمات التي يشتهر بها المجال هناك، بل إن جرف الملحة، تعرف بهذا السوق، الذي يرجع تنظيمه خلال حقبة الاستعمارية، ومن الجدير بالإشارة، أن السوق خلال مرحلة الاستعمار، كانت سلطات الاحتلال هي من تسهر على تنظيمه.

لم تفدنا الرواية الشفوية حول تاريخ بداية تنظيم سوق بمجال الترابي بجرف الملحة. لكن المؤكد كان خلال حقبة الكولونيالية.

لعب السوق الأسبوعي_اثنين_ دورا بارزا في عملية جذب الترابي، خلال سيرورة تشكل مدينة جرف الملحة، وبعد أن أصبحت مدينة.

لليوم ما يزال السوق ينظم بانتظام. فهذا السوق لا يقتصر دوره فقط على التجارة، خلال الحقبة الماضية، وإن كان هذا هو الأساس بل كان له دورا أساسيا في إعطاء صورة عن نمط الثقافة المحلية هناك، نظرا لما يقدمه من فرجة وفولكلور يوازي التجارة.ففي حقبة الكولونيالية، كان السوق محطة أسبوعية للمفاصلة في القضايا والنزاعات المختصمين، حسب الرواية الشفوية.

ومن المعلوم، أن السوق كان يتوافد له سكان المنطقة، من جميع نواحي المنطقة المتاخمة لجرف الملحة، حيث كان السوق يغطي احتياجات الساكنة التي تدخل تقريبا في قطر 20 كلم تقريبا، أي كان يتوافد عليه ساكنة الدواوير التي منها من تبعد عن السوق بأكثر من 20كلم، من أجل التبضع أو البيع..وتطبيب التقليدي ...إلخ.  ومن الجدير بالإشارة، حول سوق اثنين بمجال جرف الملحة، أن سوق تحول مكان اقامته، ثلاثة مرات عبر تاريخه.

ومن ابرز الأماكن الشاغلة في جرف الملحة خلال مرحلة القروية، فبعد المنازل، المتناثرة هناك بالقرب من منطقة تسمى حاليا المرنيسي، التي كانت جلها مبنية بالتراب(بالمقدار حسب تسمية المحلية).

بالإضافة إلى ذلك كانت هناك بناية تجارية تعود للمستعمرين الفرنسيين يطلق عليه "كانتينا"، وهي خمارة شيدها المستوطنون الفرنسيون هناك، خلال تواجدهم بالمنطقة، وهي شاهد على الاستيطان الزراعي-الفرنسي،في المجال الترابي هناك، حيث كان حاضرا بقوة في المنطقة، نظرا لخصوصيات التي يمتاز بها المجال من ناحية التربة الصالحة للزراعة ووفرة الماء، حيث جذبت هذه المعطيات الاستيطان الزراعي للمنطقة، وعليه تم تشييد مجموعة من الضيعات الفلاحية الكبرى هناك، التي ستؤول ممتلكاتها إلى الدولة في اطار الأراضي المسترجعة.

خلاصة القول، إن ما تم استعراضه حول المجال الترابي لجرف الملحة خلال حقبة الممتدة من بداية القرن العشرين إلى حدود سبعينات القرن، هو عبارة عن موجز لأهم ملامح المجال خلال هذه الحقبة؛ حيث كان المجال هناك امتداد قرويا، لكن بفعل ديناميات الترابية والاجتماعية وسياسة المدينة في المغرب، سيعرف المجال الترابي هناك ميلاد مدينة صغيرة تنضاف للمدن الإقليمية الحديثة.

المرحلة الثانية: مرحلة تعمير بمدينة جرف الملحة

في خضم إعدادات الترابية المرتبطة بمرحلة السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي، حدثت مستجدات على التقسيم الترابي لتلك المرحلة، حيث حسب التقسيم الإداري لتلك الفترة ستصبح حد كورت دائرة، وسيتم خلق قيادة جديدة أعطيت لجرف الملحة.

في هذه المرحلة، ستأسس جماعة جرف الملحة القروية. التي هي حاليا مدينة جرف الملحة والجماعة الترابية للمرابيح.فخلال هذه المرحلة،ستدشن اللمسات الأولى على انطلاق مرحلة التعمير بجرف الملحة.

ففي الذاكرة الاجتماعية بجرف الملحة، التي هي صح التعبير، منقسمة حول شخصيات الفاعلة في المجال الترابي خلال هذه المرحلة من المجال الاجتماعي، حيث هناك رواية متضاربة حول دور بعض الشخصيات، التي تحفظها الذاكرة. ومن المعلوم في المجال الترابي ونواحيه هناك(جماعة توغيلت، لمرابيح، جرف الملحة...)، تحفظ الذاكرة الاجتماعية شخصيات بعينها، خصوصا على صعيد وحدات الدوار، حيث ما تزال الساكنة تحكي عن شخصيات عاشت في المجال، وحسب سرد هذه الروايات، يدور السرد عن الكرم، الظلم، علم فقه، امتلاك الأرض، القايد، الفروسية...إلخ.

ففي مجال الترابي لجرف الملحة، تحفظ الذاكرة الاجتماعية، مجموعة من "الشخصيات"، البارزة في مجتمع خلال هذه الحقبة، ومن بين الشخصيات البارزة على مستوى المسؤولية الترابية نجد: أحمد الحجوبي،الحاج علال ولد عبد المولى. الأول، يشغل قائدا على القيادة الحديثة هناك؛ والثاني شغل رئيس الجماعة القروية لحدود تسعينيات.

شكلت خطوات تدبير المجال، الذي أخذها مسؤولين خلال تلك الحقبة الارهاصات الأولى لوضع لبنات مدينة جرف الملحة، ويذكر في هذا السياق، تغيير مكان السوق القديم، ووضعه في تصرف "تجزئة" للسكن، قصد خلق دينامية البناء في جرف الملحة. وبالفعل حدثت ظاهرة انتشار البناء في متوسط هذه الحقبة التاريخية خاصة في الثمانينيات، وتحولت هذه الظاهرة بفعل البناء العشوائي إلى معضلة جعلت الفاعل الترابي لتلك الحقبة أن يفكر في حل من شأنها أن يضبط دينامية العمران في المنطقة، إذ كانت تدور حركة البناء فيها في بلاد لها صفة قانونية في ملك الدولة. وبالفعل، تم اختيار استراتيجية استثمار في الأراضي السكنية والتجارية، وذلك عبر مقاربة "حساب الخصوصي"، حيث ستقوم الجماعة القروية لجرف الملحة باقتناء الأراضي من الدولة التي تقع ضمن مركزها الترابي، لتقوم بتجزيئها وبيعها مع تسهيلات حسب بعض أوصاف الرواية الشفوية. وعلى ضوء تهيئة والثمن، والتسهيلات...تم جذب مجموعة من الاسر لاقتناء بقع للسكن أو للتجارة...ومن أوائل التجزيئات تجزئة "خضر".

المرحلة الثالثة: جرف الملحة مدينة حسب التحديد الإداري

يعد الطور الثالث، التي وصلت له جرف الملحة، هو ما عبر عنه التحديد الإداري لسنة 1992، باعتبارها مدينة، جديدة/ناشئة تنضاف إلى مدن إقليم سيدي قاسم.من ملامح هذه المرحلة المتعلقة بعمران جرف الملحة احداث مجموعة من التجزيئات التي ستشكل العمود الفقري للمدينة الناشئة، بعدما كانت جماعة قروية تتميز بوجود المركز المحدد(حاليا يمكن اعتباره تصميم تهيئة المركز القروي).

فخلال سنة 1992م، تم احداث مجموعة من التجزيئات، شغلت ما يقارب 8 هكتار من تراب الجماعة الحضرية.

ومن الجدير بذكر خلال هذه المرحلة، أنها مرحلة الهجرة نحو جرف الملحة. وتعد الهجرة من بين العوامل الأساسية في دينامية المجال من حيث بعده الديمغرافي، والسوسيواقتصادي. فبنسبة لمدينة جرف الملحة، الهجرة هي العامل الأول في خلق نواة حضرية بشرق إقليم سيدي قاسم.

وحين الحديث عن الهجرة التي عرفها المجال الترابي لجماعة جرف الملحة. فنحن نتحدث عن هجرة محلية إن صحت التسمية، حيث سيشهد في المجال المتاخم لجماعة جرف الملحة الذي هو امتداد قروي بحث، الهجرة من الدواوير إلى مجال جرف الملحة(المركز خلال المرحلة القروية، والمدينة خلال مرحلة البلدية).

ومن الجدير بالإشارة، تمييز بين الهجرة التي تأتي من المحيط والجوار الترابي المباشر لجرف الملحة، والمحيط والجوار غير المباشر لجرف الملحة.

المحيط أوالجوار المباشر لجرف الملحة: هو ساكنة دواوير كل من جماعة لمرابيح، عين دفالي، سيدي بوصبر، سيدي أحمد الشريف، غوازي، توغيلت، خنيشات، أولاد نوال، سيدي عزوز؛

الجوار غير المباشر: ويمكن فيه الحديث عن الجماعات الترابية من قبيل: سيدي رضوان، لمجاعرة، كيسان،الورتزاغ،تافرانت،تابودة،مولايبوشتى،بوشابل...إلخ.

من هذا الامتداد القروي، اندفع تيار الهجرة، للمجال الترابي لجرف الملحة، وما يزال هذا المحيط يغذي مدينة جرف الملحة بالمهاجرين للسكن والتجارة بالخصوص. وهذا لا يعني بأن المنطقة لا تستقطب مهاجرين من باقي المجال الترابي المغربي، بل هناك عينة مهاجرة قدمت لجرف الملحة من نواحي عديدة من ربوع التراب المغربي. لكن تيار الهجرة الأبرز هو التيار القادم من منطقة المجاورة، والقريبة من جماعة جرف الملحة، ومنطقة الجبيلة التي لا تبعد 50 كلم. وفي هذا السياق يقال حسب أحد التعبير المحلية "جرف الملحة نقطة التقاء ساكنة الغرب بساكنة جبالة".

من الملاحظات الأساسية لتتبع تيار الهجرة نحو جرف الملحة، الإشارة إلى نقطة جد مهمة تتجلى في عامل الهجرة، وهي مسألة بناء سد الوحدة، الذي شيد على منطقة الترابية لإقليم وزان وتاونات-وبالجماعات الترابية لكل من جماعة كيسان،الورتزاغ،تافرانت،تابودة،كلاز،مولايبوشتى،بوشابل..إلخ، في هذا المجال الترابي سيتم بناء أكبر سد في المغرب، وعلى ضوء هذا الحدث، سيتم تفعيل المقتضيات القانونية المتعلقة بنزع الملكية سواء أرض زراعية أو سكنية وتعويض أصحابها، وبهذا الحدث سيتدفق جزء من ساكنة هذه المنطقة نحو المجال الترابي لجماعة جرف الملحة للسكن.

خاتمة

لقد عرف شرق إقليم سيدي قاسم نموا حضريا، تجلى بالأساس في تتشكل مدينة جرف الملحة، التي أصبحت قطبا مديني بإقليم سيدي قاسم، محتلة(جرف الملحة) بذلك المدينة الثالثة بعد مدينة سيدي قاسم التي تعد عاصمة الإقليم(75675نسمة و17923أسرة)، ومدينة بلقصيري(31497نسمة و7017أسرة).

فبلغة الأرقام، تقدر مساحة مدينة جرف الملحة بحوالي 10.50 كلم2.  وبعدد سكان، يقدر حسب احصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014. ب28671 نسمة، وبعدد أسر 5888 أسرة. في حين سجلت كثافة سكانية عالية 3409.

نتيجة هذه التحولات المجالية التي عرفها المجال الترابي لجرف الملحة خلال ثلاثة عقود الاخيرة، ستصبح مدينة جرف الملحة من أهم المدن في إقليم سيدي قاسم مجاليا. لكن هذه المدينة الصغيرة في الوقت الراهن تعرف جملة من الإشكالات التنموية المرتبطة بالخدمات الأساسية من جهة. ومن جهة أخرى يعد إشكال الفقر والبطالة أهم تحدي في المدينة في الوقت الراهن.

آخر الأخبار