هل يستطيع قيس تونس مطالبة "كابرانات" الجزائر بمنطقة "طارف"؟

هل يستطيع الرئيس التونسي مطالبة "كابرانات" الجزائر بمنطقة "طارف"؟
هشام رماح
لن يستطيع قيس سعيد الرئيس التونسي المُنقلب أن يردد ما قاله علي بلحاج، القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، والذي اعتقل هناك بسبب قوله إن "منطقة طارف شرق الجزائر أرض تونسية اقتطعتها فرنسا وضمتها للجزائر".
ووجد علي بلحاج، نفسه محاصرا بقوات أمنية، اعتقلته أمس الخميس، بسبب مقطع فيديو قاله فيه إن فرنسا انتزعت منطقة "طارف" من حوزة تونس وضمتها قسرا إلى الجزائر مستعمرتها السابقة لمدة 132 سنة، وفق ما أعلنه حساب القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ على "تويتر".
وجاء تصريح علي بلحاج، وهو داعية وسياسي إسلامي جزائري، من مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، في أعقاب التقارب المريب بين النظامين الجزائري والتونسي على حساب المغرب، وفي خضم تصريحات سابقة ندت عن مقربين من نظام الـ"كابرانات" سبق ووصفت تونس بـ"الولاية الجزائرية".
وفيما استطاع علي بلحاج، وهو مواطن جزائري يخبر الكثير من أمور بلاده وبما اعترى الحدود المغاربية من تحريف، قول الحق، فإن ترديد ما قاله يظل مستعصيا على المتحمسين في تونس إلى مساندتهم الأطروحة الانفصالية لـ"بوليساريو"، كرمى لدولة الـ"كابرانات"، وأولهم الرئيس قيس سعيد.
وعرف علي بلحاج الذي شارك عام 1989 في تأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، إلى جانب عباسي مدني والهاشمي السحنوني، عقب اضطرابات احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية، بمعارضته للنظام العسكري القائم في الجزائر، وخطبه الحماسية وتصريحاته التي قادته في مناسبات عديدة إلى الاعتقال أو الاستنطاق.
وكان بلحاج اتفق مع رفيقيه في النضال على تأسيس حزب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الذي اعترفت به الدولة، غير أنه وبعد فوز الحزب في الانتخابات التشريعية عام 1991، تم إلغاء نتائجها وحله الحزب، وأودع علي بلحاج مع عباسي مدني و قيادات أخرى السجن.
صدر حكم ضد علي بلحاج بالسجن 12 عاما قضاها كاملة، إلى أن جرى إطلاق سراحه في 2003، وفي عام 2014 سعى القيادي في الحزب المنحل، للترشح إلى الاستحقاقات الرئاسية لكن السلطات الجزائرية حالت دون ذلك.