ظاهرة الشغب في الملاعب الوطنية تعود للواجهة

مع انطلاق البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، عادت ظاهرة الشغب في الملاعب إلى الواجهة، التي تجلت بالأساس في تخريب التجهيزات الرياضية والإضرار بممتلكات الغير خارجه، بل وتعدتها إلى إصابة العديد من صفوف رجال الأمن، الأمر الذي يشوه من صورة الكورة المغربية والروح الرياضية الوطنية.

وأسفرت العمليات الأمنية المنجزة على هامش المباراة، التي جمعت، يوم السبت الماضي، بين فريقي المغرب الفاسي والمغرب التطواني، عن توقيف 32 شخصا، بينهم 11 قاصرا؛ للاشتباه بتورطهم في “أعمال الشغب الرياضي وحيازة أسلحة بيضاء والسكر العلني البين والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية”.

كما شهدت مباراة أخرى لحساب الجولة الأولى من الدوري الاحترافي الأول بالمغرب، وجمعت الوداد الرياضي البيضاوي بفريق الفتح الرياضي الرباطي، أعمال عنف وشغب أفرزت إعلان المصالح الأمنية المختصة عن توقيف 81 شخصا، ضمنهم 46 قاصرا؛ لتورطهم في ارتكاب مجموعة من الأفعال الإجرامية المرتبطة بالشغب الرياضي.

فيما شهدت أيضا مقابلة الرجاء وأولمبيك أسفي، يوم أمس الأحد، أعمال عنف وشغب، حيث تمكنت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، من ضبط ثلاثة وعشرين (23) شخصا، من بينهم قاصرون؛ وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال العنف المرتبط بالشغب الرياضي والتخدير وإلحاق خسائر مادية بممتلكات عمومية، والعنف في حق موظفين عموميين أثناء أداء واجبهم، وحيازة السلاح الأبيض في ظروف تشكل خطرا على سلامة المواطنين والممتلكات.

وتعالت أصوات عدد من الفاعلين والمهتمين بالشأن الرياضي، بضرورة إيجاد حلول مستعجلة من أجل انهاء هذه الآفة التي أصبحت تؤثر ليس فقط على الرياضة، بل على مجرى الحياة اليومية في المدن، حيث تجري المباريات، من خلال تعرض المواطنين لعمليات تخريب ممتلكاتهم.

وشدد عدد من الخبراء الرياضيين، في تقاريرهم، أن الجهات الوصية على قطاع الرياضة، مطالبة بعمل حملات التوعية والتحسيس وكذا الاجتهاد لابتكار آليات تنزع فتيل الشغب، الدموي أحيانا، والضرب بكل ما يلزم من صرامة وحزم على أيدي مثيري هذا الشغب، من خلال تعزيز الأمن داخل وخارج الملاعب.

كما تعالت الأصوات مرارا، بتجهيز الملاعب الرياضية التي تستقبل مباريات البطولة الاحترافية بوسائل المراقبة التكنولوجية، خاصة لدى نقطة الولوج للمدرجات، مع منع القاصرين غير المرافقين من الولوج للملاعب الرياضية، والحزم في تطبيق مقتضيات مدونة التأديب من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في حق كل الأندية التي يتسبب جمهورها في أعمال شغب، كإجراء لتقليص حدة العنف والتخريب في المدرجات.