هكذا خانت الجزائر الأعراف الدبلوماسية لمداراة خيبتها في إنجاح القمة العربية

الكاتب : الجريدة24

23 أكتوبر 2022 - 01:15
الخط :

هشام رماح

قبل أسبوع فقط على انعقاد القمة العربية في الجزائر، شرعت غيابات وازنة تسجل في لائحة الحضور المرتقب، وآخرها غياب محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، والذي اعتذر عن الحضور وفق ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية في الساعات الأخيرة من ليلة أمس السبت، والتي خانت بقصاصتها وبإيعاز من حكام جارة السوء، كل الأعراف الدبلوماسية.

وعممت وكالة الأنباء الجزائرية، نبأ غياب محمد بن سلمان، عن القمة التي ستحتضنها الجزائر يومي 1 و2نونبر المقبل، وعزت هذا الأمر إلى أزمة صحية لولي العهد السعودي وامتثاله "لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر"، بينما لم تشر وكالة الأنباء السعودية، البتة، إلى أمر غياب محمد بن سلمان عن القمة العربية، ولا إلى الأسباب الكامنة وراء ذلك.. فليس كل شي يقال خاصة في عالم الدبلوماسية.

التضارب الحاصل بين وارد قصاصتي وكالتي الأنباء السعودية "واس" والجزائرية "واج" يكشف حجم الخازوق الذي استشعره النظام العسكري الجزائري، بإعلان ولي العهد السعودي غيابه عن القمة التي صدعوا رؤوس العالمين بها، وقد انضاف غيابه إلى غيابات أخرى مسجلة من لدن رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول المهمة في المنظومة العربية.

وبقراءة مضمون القصاصتين يتبدى أن النظام الجزائري يبرهن أنه نظام غير حصيف بالمرة، ولا يتحلى بأدنى مقومات الثقة وتحري الأعراف الدبلوماسية في هكذا ظروف، فبينما جاء بلاغ وزارة الخارجية السعودية مرنا يتحدث عن فرص التعاون بين السعودية والجزائر، بحث النظام العسكري عن تبرير الغياب ومداراة خيبته بالإشارة إلى الحالة الصحية لولي العهد السعودي.

وتفيد الأعراف الدبلوماسية، بأن مرض محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وعدم قدرته على السفر، هو شأن سعودي داخلي لا يلزم الخوض فيه، ما لم يعلن عن ذلك النظام الملكي السعودي، وهو أمر يغيب عن الـ"كابرانات" أصحاب الهواية والغواية في جارة السوء.

وفي مقابل، سعي النظام الجزائري للتغطية عن إخفاقه المنذور في تنظيم قمة عربية تجمع كبار قادة العرب، فإن التقارب الجزائري الإيراني، يعد واحدا من الأسباب التي جعلت الملك السعودي وولي عهده ينكفئان عن المشاركة في القمة العربية، وهو أمر يوازي إعلان الجزائر مرارا عن تقاربها مع إيران ومحورها الشرير، في الوقت التي تعتبر فيه الرياض تصرفات طهران مهددة لأنها القومي.

وتتهم المملكة العربية السعودية، إيران حليفة الجزائر، بالوقوف وراء تسليح ميليشيات جماعة الحوثي في اليمن وتزويدها بالأسلحة والطائرات المسيرة التي تستخدمها في مهاجمة أراضيها وأراضي الإمارات العربية المتحدة.

كذلك، يعمر خلاف عميق بين المملكة العربية السعودية والنظام الجزائري المارق، فيما يخص قضية الصحراء المغربية، إذ تعقد الجزائر حلفا مع إيران و"حزب الله" الموالي لها من أجل دعم جبهة "بوليساريو" الانفصالية، بينما الرياض تقف إلى جانب الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

وفضلا عن كل هذا، كانت القمة العربية مهددة بالإلغاء، بسبب "الفيتو" الذي وضعته المملكة العربية السعودية بشأن عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، في ظل استمرار نظام بشار الأسد، وهو الأمر الذي كانت تسانده الجزائر بقوة مناشدة لعب دور البطولة في شأن محسوم، لكن السعودية والعديد من دول الخليج الأخرى بالغياب عن القمة دفع الجزائريين لإعلان اعتذار السوريين بدعوى أن الظروف غير ملائمة لعودتهم حاليا.

آخر الأخبار