القرار 2654.. مجلس الأمن يؤكد مسؤولية الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية
كل العالم يرى الجزائر معنية من قريب ومسؤولة بشكل مباشر بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية إلا الحاكمون في الجزائر نفسها، فقد برقت شمس الحقيقة مرة أخرى من مجلس الأمن الدولي الذي أدلى بالقرار رقم 2654، لتعري فعلا ما اعتل في رؤوس الـ"كابرانات"، ويدعوهم صراحة للعودة إلى طاولة الحوار رغما عن أنفهم.
وتلاشت أطروحة الجزائر كونها غير ذات صلة بقضية الصحراء المغربية، بفضل القرار الأممي، الذي تم التصويت عليه يوم الخميس 27 أكتوبر 2022، بأغلبية 13 صوتا مؤيدا وامتناع عضوين عن التصويت، مؤكدا على مسؤوليتها المباشرة بخصوص ما يقع، وهو قرار نزل بردا وسلاما على المغرب وتجرعه الـ"كابرانات" ومن يدور في فلكهم علقما.
وجاء القرار دامغا لمسؤولية الجزائر وتورط حكامها حتى الأذنين، في شأن النزاع المفتعل حول القضية الأولى للمغاربة، وقد وجد حكامها أنفسهم محشورين في الزاوية، بعدما وجه إليهم مجلس الأمن الدعوة، وبشكل مباشر، للعودة إلى طاولة المفاوضات التي تشمل فضلا عن المغرب و"بوليساريو" موريتانيا الجارة الجنوبية للمملكة.
وبينما راهنت الجزائر كثيرا على القرار الأممي، وهللت له كثيرا قبل صدوره، في رهان خاسر على آمال خائبة في الأصل، انبرت أبواق النظام العسكري إلى الصمت، وأحجمت عن الكلام بعدما أفحمها القرار 2654، ووضع حكام الجزائر أمام الحقيقة التي ظلوا ينكرونها والمتمثلة في كونهم عرابو ميلشيات "بوليساريو" وأن انفصاليوها يأتمرون بالأوامر الصادرة من المؤسسة العسكرية في الجزائر ومن قصر "المرادية" حسب الظروف.
وتفادت وسائل الإعلام الموالية للنظام العسكري في الجزائر الإشارة إلى القرار الأممي، وتاهت في دروب الأخبار الناتئة في كل حدب وصوب إلا اتجاه الصحراء المغربية، والنصر المغربي المكين الذي تجسد عبر قرار، يثمن في جوهره مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية في 2007، بوصفها حلا سياسيا واقعيا ومقبولا وذو مصداقية.
وأقر مجلس الأمن الدولي، القرار 2654، بأغلبية 13 صوتا مؤيدا وامتناع عضوين عن التصويت، وهما روسيا وكينيا، علما أن مجلس الأمن يتألف من 15 عضوا، من بينهم 5 أعضاء دائمين هم الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا ثم عشرة أعضاء تنتخبهم الجمعية العامة لفترة سنتين، وهي ألبانيا والبرازيل والإمارات العربية المتحدة وغانا والهند وأيرلندا وكينيا والمكسيك والنرويج والغابون، التي تترأس خلال أكتوبر هذه الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة.
