بعد الهزتين الأرضيتين بأكادير...موضوع ضوابط البناء المضاد للزلازل أمام البرلمان

أمينة المستاري
لم تمر سوى أيام قلائل على الهزة الأرضية التي عرفتها مدينة أكادير وضواحيها وبلغت 4,5 درجات على سلم ريشتر، حتى تكررت صباح يوم أمس الأحد وبلغت 33, درجات، مما أثار تساؤلات ربما أكثر إلحاحا أهمها هل البنايات والمعمار الحديث يتوفر على المعايير المناسبة خاصة وأن المنطقة زلزالية وتعتبر "نشيطة"، وخلق ذلك هلع بعض السكان الذين خرجوا إلى الساحات الفارغة، بل وتجاوز ذلك تحذير البعض من تكرار مأساة 1960، التي عرفت زلزالا مدمرا، سبقته هزات خفيفة عدة مرات لكن آخرها جعل سافلها أعلاها.
الهزات التي تكررت مرتين في أقل من أسبوع غير بعيد على سواحل المدينة، خلقت مطالب بإعادة النظر في “ضوابط البناء المضاد للزلازل” إلى الواجهة، وجعل حسن اومريبط، النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، يطرح سؤالا كتابيا وجهه لوزير الداخلية، دعا فيه إلى الكشف عن التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها على مستوى المراقبة والتشريع والتهيئة والبنية التحتية والتعمير في المدن الزلزالية، قصد بث الطمأنينة والسكينة بين الساكنة.
وتأسف أومريبط تغييب معايير مهمة في البناء بالمنطقة، خاصة وأن الجيولوجيا تصنف العديد من المدن المغربية ضمن المناطق الزلزالية، بفعل تعرضها على مر التاريخ للعديد من الهزات الأرضية المتباينة في قوتها وحدة أضرارها.وأضاف كون "معظم مواطنات ومواطني هذه الحواضر ومدبريها المحليين لا يستحضرون القوانين المنظمة للبناء المضاد للزلازل، ولا يتم اعتبار تردد الزلازل مُعطىً بنيويا يلزم أخذه بعين الاعتبار، لا سيما خلال عمليات إعداد وثائق التعمير ومختلف تصاميم التهيئة الحضرية. وهي أمور محورية أثبتت التجربة أن من شأنها مقاومة الزلازل والحد من أضرارها، سواء المادية منها أو البشرية".
أومريبط أكد في سؤاله أن ذكرى زلزال أكادير عادت لتخيم على يوميات ساكنة أكادير، وخلقت لديهم توجسا من المستقبل، بل وأيقظت ضمير العديد من الفاعلين المحليين الغيورين على مدينة أكادير ومستقبلها، لتبدأ الأسئلة والمخاوف تتناسل بخصوص واقع التعمير بالمدينة، ومدى صمود المباني ومقرات السكنى، أمام الزلازل المحتملة.
وانتقد البرلماني تصميم التهيئة، الذي يفتقر لضوابط البناء في المناطق الزلزالية، علما أن عمارات شاهقة بمختلف أحياء المدينة تتجاوز غالبيتها سبعة طوابق بدأت تسم معمار المدينة، وتصل في بعض الأحياء إلى أزيد من عشرة طوابق، وهو ما يعتبر ناقوس خطر. كما تطرق أومريبط للمشاريع الكثيرة المنتشرة بالمدينة "السكن الاقتصادي والاجتماعي" الذي يعاني مجموعة من مقتنيه من اختلالات في الأبنية والاكتضاض، خاصة بالتجمعات السكنية الكبيرة، وهو ما خلق الرعب مؤخرا في العديد من الأحياء بمدينة أكادير، وينذر بكارثة بشرية ومادية مستقبلا، حسب البرلماني.
الجريدة24 عاينت حالات الرعب التي أحس بها بعض المواطنين، الذين استفاقوا خلال الهزة الأولى، يوم الإثنين المنصرم، على صوت هدير ورجة وجعلتهم يهرعون من أسرتهم، منهم من خرج إلى الشارع والبعض فضل البقاء صاحيا خوفا من تكرار الهزة، بل وأعلن البعض عن تغيير سكنهم لفترة، والتوجه إلى ضواحي المنطقة للابتعاد خوفا من تكرر الهزات.