الشرعي لوزراء أخنوش: تحملوا مسؤولياتكم!

الكاتب : الجريدة24

11 يناير 2023 - 10:58
الخط :

أحمد الشرعي

سلطت ملحمة الأسود في مونديال قطر، بفضل الرؤية الملكية التي وضعت التكوين في صلب التنمية الرياضية عبر إنشاء أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، ومن خلال الارتباط الوثيق لمغاربة العالم بالوطن، (سلطت) الضوء على المغرب.

لقد جعلته محور اهتمام واسع، ليس فقط كوجهة سياحية ممكنة بل كبلد بإمكانه رفع التحدي في كل الميادين.

غير أنه وبمجرد انتهاء المونديال، عادت بعض الأصوات القديمة إلى خطاباتها المحبطة.

يفترض في دولة مقبلة على العديد من التحديات أن لا تقبع في خطاب الخوف، ويكفي أن العالم يعاني من أزمات مختلفة.

لكننا نعلم يقينا أن الدول القادرة على الصمود من خلال مكتسباتها وسلوكياتها الاستراتيجية بإمكانها أن تخوض غمار المستقبل، والمغرب أكيد يوجد في زمرة هذه الدول.

تمكنت دبلوماسيتنا من خلال قوتها ووضوح اختيارات تموقعها من فرض الاحترام دوليا، وسمحت للمملكة أن تحوز مكانتها ضمن المنتظم الدولي،

وهو مكتسب هام للغاية في هذه الظرفية المتسمة بالاضطراب، حيث تبحث قوى عظمى عن إعادة تموضعها في تكتلات جديدة لمواجهة الصعوبات الدائرة اليوم.

في السياق نفسه، تحظى المؤسسة الملكية باحترام واسع لدى كل أطياف الشعب المغربي، وفي الخارج، ما يبوؤها مكانتها الفضلى كضامن للاستقرار السياسي والاجتماعي غير مسبوق، يندرج ضمن فلسفة الاستمرار، وغير قابل للتأثر بعاديات الزمن.

هكذا، ومن خلال رؤية ملكية واضحة، وضع المغرب خيارات استراتيجية يعمل على تنفيذها وفق أجندة أعدت بعناية، لرسم معالم المستقبل، كالسيادة الطاقية وتعميم الرعاية الاجتماعية، وتحقيق الاكتفاء المائي رغما عن الظروف المناخية.

في مقابل هذه الدينامية المتقدمة، لا يسعنا سوى الاستغراب مما قد يصدر عن بعض وزراء الحكومة الحالية. الأمر لا يتعلق برئيس الحكومة، ولكن الفريق المرافق له، والذي تم تقديمه لعموم المغاربة غداة تشكيل الحكومة كفريق ذي كفاءات دقيقة وناجعة، أصبح اليوم محط الأنظار.

لنتساءل عن كمية الاستثمارات الخارجية التي أعلن أنها ستغني الاقتصاد الوطني من خلال خبراء الأسواق التي يحفل بها هذا الفريق:

أليسوا في طريقهم إلى عكس الصورة المنتظرة في هذا المجال من خلال فرض ضرائب إضافية على الشركات الكبرى وضرب مبدأ الاستقرار الضريبي عرض الحائط؟

أين ديناميتهم المفترضة، في الوقت الذي تحتم المسؤولية على كل أعضاء الحكومة بكل التجانس الممكن، أن يقوم كل منهم بدوره من أجل تعزيز جاذبية الاستثمار في البلاد، وليظهروا جميعهم في صورة الوزراء المبدعين من ذوي الأفكار الخلاقة؟

فمن خلال تشبثهم بالأداء السياسي القديم النابع من التفكير في التوازنات ضمن الأغلبية الحكومية، وهي التوازنات التي لم يعد أحد يلقي لها ببال، يضفي هؤلاء الوزراء الكثير من الركود على العمل الحكومي في وقت لا بد أن يتسم فيه هذا الأخير بالمرونة والحيوية.

تلخص هذه الملاحظات أصوات المغاربة المتذمرين من التلكؤ الحكومي في مواجهة التحديات الجديدة التي تنتظرها المملكة، ومن أشكال الفرامل التي تعيق تطور الاقتصاد الوطني كالرشوة والتعقيدات الإدارية أيضا.

يجب على أعضاء الحكومة، كل من موقعه، التحلي بالمسؤولية التي تتماشى مع المكتسبات والتحديات الوطنية، لا الخوض في تدبير الظرفيات الطارئة.

  • عن الأحداث المغربية بتصرف

آخر الأخبار