"تيل كيل" والسفير الفرنسي.. هكذا يحاول أبناء الـ"ماما" غسل قذارتها 

الكاتب : الجريدة24

06 فبراير 2023 - 11:00
الخط :

هشام رماح

يبدو أن الدولة العميقة في فرنسا مطمئنة أن أبناءها من الكتبة وحملة المتاع، الذين يعيشون في المغرب بجبة المغاربة وقلوب فرنسية، سيعملون على غسل قذارتها متى احتاجت إليهم، إذ يفتحون لممثليها كل الأبواب والنوافذ ويفردون لهم كل الصفحات في تبادل سافر للأدوار، على ركح المسرحية التي يعرف المغرب كل شخوصها جميعا.

وبالفعل، بينما تعيش العلاقات المغربية الفرنسية أسوأ تجلياتها، نتيجة ما تقترفه الدولة العميقة التي تمتح معتقداتها من التاريخ الإمبريالي المخجل، هبت "TelQuel"، بلا حياء ولا اعتبار لذكاء المغاربة، لتحاول تجميل الوجه البشع للمختفين وراء الستار الذين يحركون القائمين عليها، والذين لا يروقهم أن المغرب قد انفصل عن قطعانهم التي يرعونها في الجوار.

ولم تجد "تيل كيل" ورئيس تحريرها الحالي "رضا دليل" ولا مالكها "خالد الحريري" غضاضة في محاولة غسل القذارة الفرنسية وشفطها بمنشورهم  (عفوا) منديلهم الورقي، وقد جعلوه متاحا لـ"كريستوف لوكورتيي"، السفير الفرنسي في الرباط، لينقل عبره الأراجيف المعسولة تجاه المغرب، وهو بذلك يستهجن الفطنة المغربية.

لقد انبرت فرنسا، في ظل تقاربها المريب مع النظام العسكري الجزائري، إلى ممارساتها المقيتة في التعامل مع المملكة المغربية، فهي تحيك ضدها كل المؤامرات وتنسج لأجل تقويض تقدمها كل الدسائس، لكنها تراهن في نفس الوقت على مداهنة المغاربة ومحاولة طمر الشعور بالكره الذي يعتريهم، من خلال أبواق إعلامية مثل "تيل كيل" سبق وبذرت فيها بذورها التي "أينعت" مثل "رضا دليل" ورئيسه "خالد الحريري".

يقال إنه عند صرح الوطن تتكسر كل الخلافات، وتطفو على السطح أهمية رص الصفوف والاصطفاف إلى جانب الوطن لا دونه، وكل هذا باستثناء أبناء الـ"ماما فرنسا" البررة الذين يبهروننا، فتجدهم يتقافزون لينتحلوا للـ"ماما" كل الأعذار، وهم يغيرون الحقائق الدامغة، ويحورون النقاشات حتى تقضي أمرها الذي تطمع فيه، وهو استغباء المغاربة جميعا، والظهور بمظهر الحمل الوديع بينما جوفها جوف ذئب لا يتوانى عن النهش والعض كما دأب على ذلك.

وإذ بدا لفرنسا أن المغاربة رتبوها في قلوبهم بناء على أفعالها المقيتة تجاه بلدهم، وصنفوها منبوذة، فإن رهان الماسكين الحقيقيين بزمام الأمور في الدولة العميقة هناك، انصب على "تيل كيل" لتداهنهم وتهادنهم، في لعبة خداع مفضوحة، من لدن نتاج "زريعة القنب" التي زرعتها بينهم، وارتأت أنها تحتاج إليها الآن لتمرير خطاباتها الشاعرية المضادة تماما لأفعالها الرعناء أو "الرعوانية" بالمنظور المغربي الأقوى دلالة.

وابتدعت "تيل كيل"، لـ"كريستوف لوكورتيي"، السفير الفرنسي في الرباط، كل ما يلزم من تدقيق في التصريحات التي حاول من خلالها تبرئة ساحة بلاده، مما حدث في الـ19 يناير 2023، حينما أصدر البرلمان الأوربي توصية غير ملزمة للمغرب بشأن حرية التعبير والتعامل مع الصحفيين، وقد ارتضى ناقل الكفر الفرنسي على صفحات المنشور المفرنس، أن يرفع الكرة للسفير مثلما يريد حتى يركنها حيثما يريد.

ألم يكن حريا بـ"تيل كيل" ألا تخوض في هذه اللعبة القذرة المفضوحة، وهي التي تدعي أنها منشور للتحقيقات؟ ألم يجدر بها أن تحاجج السفير الفرنسي بالأدلة الدامغة التي استند عليها المغرب، ليتهم فرنسا بأنها تلاعبه بكل الوضاعة الممكنة؟ هل غاب عن كتبة ومالك "تيل كيل" أن "ستيفان سيجورني" رئيس مجموعة "رينيو" (وسط ليبرالي) في البرلمان الأوربي،  المقرب من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، هو مهندس التوصية التي صدرت عن البرلمان الأوربي؟

في مقابل ما سبق والذي يسائل القائمين على "تيل كيل" ضربوا به عرض الحائط، والذي يدحض ما رطن به السفير الفرنسي من أقوال مخالفة للحقيقة، اختاروا تعويم السمكة وتبخيس الذكاء المغربي، وهم يخطون بأناملهم تصريحات "كريستوف لوكورتيي"، وكأنها أبيات شعرية تتغزل من خلالها فرنسا علانية بالمغرب، طمعا في عناقه وفي يدها بالخلف خنجر تتمنى أن تغرزه في ظهره متى استأنس إليها وحضنها.

إن المغرب واضح في تعامله مع فرنسا، وهي أيضا واضحة له جلية، ولو أنها تظن نفسها غير ذلك.. ولوضوح المغرب عنوان يتجلى في غياب سفير للمملكة في باريس، غلى حين معاملتها إياه معاملة الند للند، بكل شجاعة وبعيدا عن الجبن الفرنسي الحقيقي، لكن ماذا عسى المغرب أن يفعل مع دولة فرنسية عميقة أعمتها النرجسية لحد جعلها تظن نفسها تخادعه بالكلام وتؤتي ضده كل القذارات بالأفعال، وتراهن بعد كل ذلك على "تيل كيل" وأبنائها القائمين عليها لغسل هذه القذارات.

آخر الأخبار