صفعة مدوية على وجوه الـ"كابرانات".. إسبانيا تدعو مستثمريها في الجزائر للمغادرة والاستقرار في المغرب

الكاتب : الجريدة24

16 فبراير 2023 - 08:00
الخط :

هشام رماح

مثل الأفعى التي تبتلع ذيلها.. هكذا هي الجزائر التي اختارت شد الحبل مع الحكومة الإسبانية بعد تأييدها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لفض النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبعد محاولات جهيدة لثني الإسبان عن المضي قدما في علاقتهم مع المغرب، جاء الرد مفحما من لدن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة في الجارة الشمالية، بعدما دعت المقاولات الإسبانية المستثمرة في الجزائر، إلى مغادرة هذه الأخيرة والرهان على الاستقرار في المملكة الشريفة بوصفها شريكا موثوقا.

وكانت مقاولات إسبانية مستثمرة في الجزائر، حاولت التدخل لجعل حكومة مدريد، تراعي خسائرهم من القرار الأحادي الذي اتخذته الجزائر بفض معاهدة الصداقة التي تربطها بالإسبان منذ 2002، لكن الوزارة التي تقودها "رييس ماروتو"، رفضت مجاراة هذه المقاولات في طرحها، معتبرة أن الشراكة مع المغرب هي أصلح لإسبانيا من الاستمرار في العلاقة مع الجزائر.

الوزارة الوصية على قطاعات الصناعة والتجارة والسياحة في إسبانيا، أفادت للمقاولات بأن الخسائر التي تكبدتها الشركات الإسبانية في الجزائر والمقدرة بـ600 مليون دولار، بعد التضييق الذي مارسه النظام الجزائري عليها، غداة التأييد الرسمي الذي أعلنه "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة الإسباني، لمقترح الحكم الذاتي المغربي، لا يمثل شيئا مقارنة مع المنافع التي تجنيها إسبانيا من علاقتها بالمملكة الشريفة.

ووفق الوزارة المعنية فإن صادرات إسبانيا نحو المغرب في 2021، تجاوزت 9,5 مليار أورو، بينما توقفت هذه الصادرات عند حدود 2,7 مليار أورو في نفس العام بالنسبة للجزائر، علما أن العام المذكور شهد في شهره الرابع بداية التوتر في العلاقات بين المغرب وإسبانيا بعد مؤامرة الجزائر التي نسجها نظام الـ"كابرانات" نكاية في المملكة، عبر إيفادها زعيم انفصاليي "بوليساريو" للاستشفاء في الجارة الشمالية من "كوفيد 19".

وكان النظام العسكري الجزائري راهن على عقاب إسبانيا، عبر نقضه معاهدة الصداقة التي كانت أبرمت معها بعد أزمة جزيرة "ليلى"، والتي سعى من خلالها النظام المعادي للمملكة إلى توطيد علاقته بالجارة الشمالية أملا في التضييق عليها، لكن دون جدوى، إذ انقلب السحر على الساحر الذي يحصي حاليا خسائره من هكذا قرارات رعناء.

وانكشف للنظام الجزائري أن جاهليته في التعامل مع ملفات حارقة بالكثير من المزاجية والتسرع، له عدة انعكاسات سلبية إذ أصبح في موقف لا يحسد عليه، وهو يرى إسبانيا تدعو مستثمريها لمغادرة البلاد، بشكل يجعله يتجرع وحده مرارة محاولته المستميتة في التضييق على المستثمرين الإسبان، والذين دعتهم وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية إلى المراهنة على المغرب.

ودعت الوزارة المقاولات الإسبانية إلى الانتقال نحو المغرب، بوصفه بلدا يتمتع بمناخ استثماري ملائم، ويوفر كل ظروف الاستقرار التي يتطلبها الاستثمار في الخارج، وهو أمر تكرس عبر القمة الرفيعة المستوى التي احتضنتها الرباط مستهل شهر فبراير الجاري، بخلاف الأجواء المشحونة في الجزائر التي يتحكم فيها "كابرانات" مزاجيون، لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم.

آخر الأخبار