المغرب و"بيغاسوس".. قصة اتهامات جزافية وبراءة أكيدة في غياب أدلة دامغة

الكاتب : الجريدة24

19 فبراير 2023 - 11:00
الخط :

هشام رماح

فيما جرى الربط من لدن خصوم المغرب بينه وبرمجية التجسس الشهيرة بـ"بيغاسوس".. فإن سطوع شمس الحقيقة.. يغشى أبصار هؤلاء الخصوم.. لكن قلوبهم عمياء بأحقادهم ضد المملكة الشريفة، وهو أمر كشفه الخبير الأمريكي "جوناثان سكوت"، وتحدى دفاع المغرب المغرضين أن يدلوا بما يثبت أكاذيبهم المتواترة ضده، وكل هذا في مسار تبرئة أكدها القضاء الإسباني بما لا يدع مجالا للشك.

خبير أمريكي يفضح ادعاءات "آمنستي" و"فوربيدن ستوريز"

فند "جوناثان سكوت" الخبير الأمريكي المتخصص في تحليل برمجيات التجسس والفيروسات المعلوماتية الخبيثة، اتهامات منظمة العفو الدولية "آمنستي" وائتلاف "قصص محرمة" فوربيدن ستوريز" للمغرب باستخدام برمجية "بيغاسوس" للتجسس على شخصيات سياسية وإعلامية، وقد نشر تقريرا مفصلا، كشف من خلاله زيف ادعاءات هاتين المنظمتين المعاديتين للمغرب.

الخبير الأمريكي، نشر على حسابه الخاص في "تويتر"، التقرير الذي جاء في 25 صفحة، والذي برأ من خلاله ساحة المملكة المغربية، وكشف بالتالي تحامل "آمنستي" و"فوربيدن ستوريز" عليها، مؤكدا على أنه ليس هناك أي آثار معلوماتية تحيل على تورط المغرب في استخدام البرمجية التي صممتها شركة "NSO" الإسرائيلية.

ووفق "جوناثان سكوت" فإن عملية تمحيص البيانات والمعطيات التي استند إليها مختبر "سيتيزن لاب"، وسوقت لها منظمة العفو الدولية وائتلاف "قصص محرمة"، من خلال حملة إعلامية هوجاء، أسفر عن غياب أي أدلة تفيد بوجود جرائم رقمية، وذلك يدحض كل ادعاءات مهاجمي المغرب، الذي قال الخبير الأمريكي، إنه تعرض للتشهير.

ووصف الخبير الأمريكي ما تعرض له المغرب من تشهير ممنهج ارتكز على اتهامات جزافية، بـ"الاضطهاد"، محيلا على أن المملكة المغربية واجهت لوحدها هذه الهجمات الإعلامية الشعواء، الرامية لتلطيخ سمعتها وتشويه صورتها، ليس إلا.

واستغرب الخبير الأمريكي كيف تخلت الدول الموقعة على اتفاقية "بودابست" المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، وكيف تركته عرضة لافتراءات لا أساس لها من الصحة، من قبل المنظمتين المدعومتين من قبل جهات معادية للمغرب، بشكل جعل حتى البرلمان الأوربي ينساق وراءهما، رغم أن المغرب دافع دائما عن نفسه عبر سلك المساطر القضائية الضرورية لتبرئة نفسه.

وطالب "جوناثان سكوت" بفتح تحقيق عادل وشفاف إزاء الاتهامات التي صرفت ضد المغرب، مبرزا أن "آمنستي" المعروفة بعدائها له، لم تتوان عن نشر معطيات مفتراة بشأن تجسس السلطات المغربية على عمر الراضي، المعتقل على خلفية جرائم مندرجة ضمن ما يعرف بـ"الحق العام".

وكانت المملكة المغربية، لجأت إلى القضاء الفرنسي للاقتصاص من المُدَّعِين ضدها، مطالبة إياهم بتقديم أدلة تثبت مزاعمهم، وهو الأمر الذي لم يتحقق لينظم دفاع المملكة المغربية ندوة صحفية، أول أمس الجمعة، في باريس، لتوضيح ما خفي في ذلك.

جون آفريك.. المغرب يقاوم ودفاعه يؤكد أن القضية "خاوية"

في المقابل، أوردت مجلة "جون آفريك" الفرنسية، عبر تغريدة على "تويتر" بأنه في الوقت الذي يواصل البرلمان الأوروبي التحقيق مع العديد من الدول المتهمة بالتجسس على شخصيات تستخدم برامج تجسس إسرائيلية، فإن المغرب، الذي وجد نفسه معنيا بذلك، يصد الهجوم، بينما دفاعه يؤكد أن القضية "خاوية".

المجلة الفرنسية أوردت تصريحات لـ"أوليفي بارتيللي"، أدلى بها خلال الندوة الصحفية، أول أمس الجمعة، في العاصمة الفرنسية، وقال خلالها إن ملف الاتهام الذي جرى إعداده ضد المغرب "فارغ"، وإنه بعد 19 شهرا لم تقدم الجهات التي اتهمته أي دليل يؤكد إدانته كما جرى التعرض إليه من خلال حملة دعائية ممنهجة.

ووفق دفاع المملكة المتمثل في المحاميين "أوليفيي باراتيللي" و"رودولف بوسلو"، فإن المغرب تعرض لحملة هوجاء في إطار "مشروع دولي عملاق يروم زعزعة استقراره"، محيلا على أن هذه الأمر دفع لمراجعة القضاء الفرنسي، إذ انتصب طرفا مدنيا، لتبرئة ساحته، وبعد 19 شهرا، لم يستطع مهاجموه تأكيد ما ادعوه ضده.

وقال المحامي "أوليفيي باراتيللي" إن المملكة المغربية تنطلق في المحاكمة، التي يرتقب أن يصدر حكم بشأنها منتصف شهر أبريل المقبل، من المبدأ الذي يفيد بأنها غير معنية بإثبات عدم استخدامها لبرمجية "بيغاسوس"، وإنما على المدعين ضدها زورا، أن يثبتوا ذلك، لتبرير الهجمة الشرسة التي أعلنوها ضد المغرب.

وكانت قضية "بيغاسوس" تفجرت في شهر يوليوز من العام 2021، حينما سعت "آمنستي" وائتلاف "فوربيدن ستوريز" لمحاولة النيل من المغرب عبر جره على مستنقعهما، الموحل بالأكاذيب والأراجيف، وقد شهروا به وهم يتهمونه زورا، بالتنصت على هواتف شخصيات سياسية وإعلامية وحقوقية من خلال برنامج تجسس تصنعه شركة “إن إس أو” الإسرائيلية.

"إغناسيو سومبريرو".. الصحفي الإسباني الكذاب

دفاع المغرب، لم يقف مكتوف الأيدي، في مواجهة الأكاذيب المغرضة التي افتراها خصوم المغرب، وسخروا لأجل ذلك بيادق معروفة في الإعلام الأوربي، وفي مقدمتهم "إغناسيو سومبريرو"، الصحفي الإسباني، الذي سبق وادّعى أن المغرب قد تجسس عليه باستخدام “بيغاسوس” وقدم شكوى في إسبانيا.

المحامي "رودولفو بوسلو"، أعلن أن القضية التي أثارها "إغناسيو سومبريرو"، في الجارة الشمالية، قد أغلقت في غياب أدلة علمية، تثبت ما تقدم به ضد المغرب، إذ بعدما سلم هاتفه إلى السلطات الإسبانية خضع للفحص الدقيق، وانكشف أن الهاتف لم يكن محل اختراق البتة، بأي شكل من أشكال برمجيات التجسس سواء منها "بيغاسوس" أو غيره.

ولفت محامي المملكة المغربية الانتباه إلى أن القرار الصادر عن القضاء الإسباني يعتبر نهائيا، والآن يحاكم الصحفي "إغناسيو سومبريرو" بتهمة الإدلاء بتصريحات كاذبة في إسبانيا، وهو ملزم حاليا بأن يصلح الضرر الذي تسبب فيه للمغرب، وذاك أمر سيصدر بشأنه حكم قريبا، بعدما سبق وانعقدت جلسة حكم في هذا الشأن قبل أيام قليلة خلت.

الآن تعزز موقف المغرب بهكذا حكم صدر عن القضاء الإسباني، لكن الحقيقة تبعث أيضا على الاستغراب، وقد سقط المغرب ضحية حملة هوجاء تروم النيل منه، وكل ذلك في ظل مفارقة عجيبة مفادها أن المغرب متهم بالتجسس بـ"بيغاسوس" رغم نفيه تملكه ونفي الشركة الإسرائيلية المصممة له أنها باعته إياه، وهذا في ظل اعتراف دول أوربية عديدة بامتلاكه واستخدامه للتجسس على خصومها.

آخر الأخبار