لزرق: فرنسا خارج السياق والأفارقة استفاقوا من غفوتهم اقتداء بالمغرب

الكاتب : الجريدة24

07 مارس 2023 - 03:49
الخط :

زمن حلَّ وآخر ولىَّ.. ولكن فرنسا ظلت بين هذا وذاك خارج السياق، لم تستوعب بعد التحول الطاريء في الفكر الإفريقي المتجدد الذي استفاق من غفوة طالت ردحا من الزمن، وكما أنه بدا لهذا البلد أن الأمور تغيرت، فإنه يؤمن أشد الإيمان بأن المملكة المغربية هي من قادت إلى ممانعة فكرها ونهجها الإمبريالي ودعت قبل سنوات طوال إلى استفادة الأفارقة من إفريقيا وعدم السماح لاستباحتها من الغير.

من هذا المنطلق، يرى الدكتور رشيد لزرق، رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، أن فرنسا اتجهت، على مدى سنين، إلى إحكام سيطرتها الاقتصادية على مستعمراتها القديمة وتركيز تبعية مقيتة لها، وفي خضم ذلك لم تعر أدنى اهتمام للتحولات الجيوسياسية، ما جعلها منبوذة، حاليا، من لدن الأفارقة الذين نفضوا عنهم ما انطلى عليهم لسنوات، وقرروا أنه آن الأوان للتخلص منها وطردها شر طردة من قارتهم السمراء.

ووفق الدكتور رشيد لزرق، الذي تحدث مع "الجريدة 24" فإن فرنسا لم تلق بالا لتعالي مطالب الأجيال الإفريقية بالتنمية والديمقراطية، وهي المطالب التي تنكرت لها ودعمت نخبتها للتغافل عنها، مما جعل المواطن الإفريقي يدرك أن تحقيق التنمية والتحرر مقرون بمواجهة السيطرة ، ومنطق التبعية مما جعل التنديد بالمنطق الفرنسي يتفاقم  في عدة دول  الرافضة إلى الهيمنة الفرنسية والتحكُّم في قرار الدول الإفريقية السيادي ونهب ثرواتها.

هذا المعطى وما يوازيه، تسبب في شد وجذب بين فرنسا والمملكة المغربية مثلا، كما ساق مثالا عن ذلك، رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، وهو يشير إلى أن فرنسا "الرسمية" لا تزال تقاوم هضم المطلب المغربي بضرورة خروجها من المنطقة الرمادية والوضوح السياسي، مع المملكة، وتصر على اللعب على التناقضات المحيط السياسي، لهذا تعمل على ممارسات كل الضغوطات لتختبر إصرار المغرب.

ووفق المتحدث مع "الجريدة 24" فإن المتغيرات الطارئة جعلت قوة الأشياء تفرض على فرنسا تغيير استراتيجيتها في إفريقيا، وهي قوة أملتها التغييرات التي تعرفها المنظومة العالمية والخسائر الكبيرة التي منيت بها فرنسا استراتيجيا في الكثير من الملفات إفريقيا ودوليا، وكل هذا في وقت عرفت خريطة القوى الوازنة والمؤثّرة في صنع القرار الدولي وضوحا في موقفها اتجاه قضية الصحراء المغربية، بعد اعتراف الولايات المتحدة وإسبانيا بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.

وحسب رئيس مركز شمال أفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، فإن الثقل الفرنسي تراجع في إفريقيا، كما سبق أن تراجع في المغرب بعد اختيار المملكة تنويع وتعديد شركائها الاقتصاديين، وهو أمر لا محالة يفرض على فرنسا الوضوح ولا شيء غير الوضوح، بدل خوضها حرب استنزاف دبلوماسية ضد المغرب، تنذر بخسارة البلد الأوربي ولا ريب.

وأردف المتحدث، مع "الجريدة 24"، بأن الدول الإفريقية ترى في الشد والجذب بين المملكة الشريفة وفرنسا مثالا، صارخا على جدوى طرد هذا البلد الأوربي الذي يحاول بث الفرقة وتعميم التبعية له، خارج سياق المستجدات على الساحة الدولية، فضلا عن قراءة هذه الدول الإفريقية لمؤشرات مواجهة بين فرنسا والولايات المتحدة من جهة وبينها وروسيا من جهة أخرى على الساحة الإفريقية.

وحسب الأستاذ الجامعي رشيد لزرق، لم تعد فرنسا وحدها من يملك ويتحكم في خيوط اللعبة بالقارة السمراء، وهو ما جعل العديد من الدول تتجه بدورها سيرا على منوال المملكة المغربية، إلى تنويع شركاءها الاقتصاديين نحو الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين أو روسيا التي باتت على مشارف مناطق النفوذ الكلاسيكي لفرنسا واتجاه موسكو إلى إرساء الأمن والاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتعاظم دورها في مالي بعد الانسحاب الفرنسي والأوروبي.

آخر الأخبار