هكذا طبعت فرنسا مع الإرهاب لتهديد الأفارقة بسلسال الدم

الكاتب : الجريدة24

09 مارس 2023 - 12:35
الخط :

هشام رماح

أصبحت فرنسا "إيمانويل ماكرون" تلعب بالمكشوف في علاقاتها مع الأفارقة، فكما وجدت قواتها مطرودة من دول عدة مثل مالي وبوركينافاسو، انبرت لرعاية الإرهاب علانية وبلا خجل أو وجل، عبر "فرانس 24"، القناة التي تقترف في مجال الإعلام كل الخطايا، كان آخرها استضافة "أبو عبيدة يوسف العنابي" الإرهابي الجزائري زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي خلف منذ 2020، "عبد المالك دروكدال"، الزعيم التاريخي لهذا التنظيم.

ما قامت به "فرانس 24" برعاية من فرنسا "إيمانويل ماكرون"، يفيد بأن الجنون استبد بالأخيرة، لدرجة جعلها تنتصب راعية للإرهاب والإرهابيين، ومهددة لاستقرار دول إفريقية بعينها، لأنها قررت أن تجعلها خارج حساباتها وجعلتها منبوذة، ففتحت طاقة إعلامية لزعيم التنظيم الإرهابي، حتى يطل على مشاهدي القناة المارقة، ومن ثمة يمرر ما يشاء من الرسائل المبطنة بالوعيد والتهديد لكل من سولت له نفسه مخاصمة فرنسا.

وبينما هللت قناة "فرانس 24" لتواصلها مع "أبو عبيدة يوسف العنابي" الإرهابي الجزائري، عبر "الصحفي" وسيم نصر، فإنها بدت في موقف بشع، وهي تسوق لفرنسا كحامية لإفريقيا، وأن التخلي عنها من شأنه أن يجعل الأفارقة في مواجهة تنظيم يتزعمه "جزائري" حتما سينفذ ما ستطلبه من هذه الصورة المشوهة من فرنسا، بعدما أفردت له مجالا ليظهر كـ"زعيم" يحسب له ألف حساب، ومكنته من دعاية ما كان ليحلم بها لولا لوثة الجنون التي أصابت "إيمانويل ماكرون"، ورعاته من الدولة العميقة.

وإذ لم تكلف "فرانس 24"، نفسها عناء التبرؤ من تصريحات الإرهابي الجزائري، ولا وضع مسافة بينها وبين ما قاله، فإن الأمر لم يكن سهوا، بل كان مقصودا من قناة مقيتة تؤتي كل الأفعال الشائنة، ضد الأفارقة والعرب ممن تخاطبهم بلغتهم، وهي تكشف لهم بعضا مما تستعد فرنسا للتوغل فيه وصولا إلى سلك كل السبل لتقويض أمن الدول التي تهدد تواجدها في القارة السمراء.

وأعلنت "فرانس 24"، ودون تبرم، باستضافتها لزعيم التنظيم الإرهابي، أن فرنسا لم تتخل بعد عن فكرها الإمبريالي البائد، وأنها لا زالت مستعدة لتلويث أياديها بدماء الأبرياء، عبر مخطط إرهابي أول إرهاصاته ظهرت عبر المقابلة التي هللت لـ"أبو عبيدة يوسف العنابي"، وأعفته من التواصل مع الجميع عبر مواقع الإرهابيين ومنحته صكا للدخول إلى بيوت المعنيين عبر القناة، ردا على الأصوات التي تتعالى بطرد فرنسا من إفريقيا.

وما يحل على نوايا فرنسا المبيتة ضد الأفارقة، أن الإرهابي الجزائري حدد لمن خاطبهم عبر قناة "فرانس 24" أهداف التنظيم الإرهابي الذي يتزعمه، وقد قال إن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تركز على القتال في إفريقيا ولم تجهز لأي عمليات في الغرب أو على الأراضي الفرنسي.. وهو أمر يعرفه الغرب والغربيين".

وكان أن زاد وسيم نصر "صحفي" الدكان الإعلامي الفرنسي في العلم، وقال إن تصريحات زعيم تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لا يريد سوءا بفرنسا والفرنسيين وأن جماعته "تقصي المصالح الفرنسية من هذه التهديدات الإرهابية"، لتكشف فرنسا "إيمانويل ماكرون" عن وجهها البشع، وكأن الأمر لا يعنيها بمنطق أنا وبعدي الطوفان.

آخر الأخبار